رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كل عام وأنتم بخير.. اقترب الشهر الكريم على الانتهاء.. يأتى ويذهب سريعا بروحانياته.

 فقد اقترب شهر رمضان شهر الصيام على وداعنا شهر الرحمة والمغفرة.. شهر به ليله خير من الف شهر.. مر الشهر بسرعة كعادته ونحتفل فى نهاية الأسبوع بعيد الفطر المبارك.. ونودع شهر العبادة والرحمة والمغفرة والتراحم والتلاحم.

وفى كل عام نتعلم دروسا جديدة من هذا الشهر الفضيل، سواء على المستوى الشخصى أو على مستوى المجتمع، وهذه الدروس مرتبطة بظروف تحيط بنا ظروف نصنعها بأيدينا وأخرى تفرض علينا مع حلول هذا الشهر الكريم علينا وعلى العالم الإسلامى.

 فقد أجبرت الأزمة الاقتصادية المصريين على التخلى عن بعض العادات السيئة التى كانت تتم فى هذا الشهر، وهو البذخ والاسراف فى الطعام والشراب واضطرت الاسر إلى الاقتصاد فى كل شىء حتى تحافظ على عاداتها الرمضانية المتوارثة عبر الأجيال ومنها عادات التفاخر بالطعام.

 واعتقد أن هذه الأزمة لو استمرت سنوات اخرى سوف تعلم المصريين الاقتصاد أكثر فى حياتهم، حتى تتوقف ظاهرة البذخ التى كنا نعيش فيها فى السنوات الماضية.. وكانت تخرج علينا الأصوات والفتاوى التى تطالب المصريين بالتوفير بعد أن كان تلقى كميات كبيرة من فائض الطعام فى القمامة.

 فدرس هذا العام كان الاقتصاد فى الطعام بسبب غلاء الأسعار الذى ألهب المصريين وشعوب العالم بسبب الأزمة العالمية، واجبر المصريين على الاقتصاد فى طعامهم وملبسهم حتى تقلصت العزومات العائلية التى كانت تتم بصورة كبيرة وبقى شيء واحد هو موائد رمضان وإن كان قل عددها عن الأعوام التى سبقت وباء كورونا.

فشهر رمضان ليس فقط شهرا للعبادة، وليس شهرا لنرتقى فيه بأخلاقنا ونتراحم فيما بيننا، ولكنه شهر يعطينا دروسا فى مختلف مناحى الحياة وعلى رأسها معالجة أوضاعنا الاقتصادية على مستوى الأسرة الصغيرة، فنحن على بعد أيام قليلة من عيد الفطر المبارك، وكنا قبل كورونا نجد الشوارع التجارية تزدحم من منتصف شهر رمضان لشراء ملابس العيد، وهو الامر الذى افتقدناه هذا العام وبجولة بسيطة فى هذه الشوارع ستجد أن حركة البيع والشراء للملابس أقل من الأعوام الماضية بكثير.

 لقد أراد الله أن نمر بهذه الظروف وأن تشتعل حرب بين روسيا والغرب على الأراضى الأوكرانية بعد أعوام من العزلة، بسبب وباء كورونا، وهى ظروف ليس لنا فيها ناقة ولا جمل، ولكنها فرضت علينا وأصبحنا أكثر شعوب الأرض تضررا منها، وجاء الشهر الكريم ليتعلم المصريون درس الاقتصاد فى حياتهم.

 ولا يبقى أمامنا إلا الدعاء أن يرفع الله عنا هذه الغمة وأن يعم الخير والسلام على العالم كله.. وأن يعيد هذا الشهر الكريم ونكون فى أفضل حال.. وكل عام وحضراتكم بخير.