رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

- إنها الجبال الراسيات الشامخات التى ألقاها الله سبحانه وتعالى فى الأرض وجعلها أوتاداً حتى لا تميد الأرض، إنها الجبال التى أبت ومعها السماوات والأرض أن يحملن الأمانة وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً، والأمانة هى التكاليف الشرعية وكل ما أؤتمن عليه الإنسان حتى يرده لمن ائتمنه والإنسان هنا كان ظلوماً لنفسه يوردها مورد السوء وجهولاً بعواقب الأمور.

- إن الجبال والسماوات والأرض أتين طائعين إلى الله سبحانه وتعالى ولكن الإنسان كان له حرية الاختيار فاختار حمل الأمانة، ولكن الله سبحانه وتعالى أنعم على الإنسان بأعظم النعم وهى نعمة العقل الذى هو مستودع العلم والمعرفة حتى يستطيع أن يتفكر فى خلق السماوات والأرض ويصل إلى عظمة الخالق سبحانه وتعالى، وهنا يقول ربنا «ما خلفت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار».

- إن الجبال تقول للإنسان أيها الإنسان لا تمش فى الأرض مرحاً إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولاً وامش الهوينا إن هذا الثرى من أعين ساحرة الاحورار، أما سمعت قول الله سبحانه وتعالى: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله} الآية 21 سورة الحشر.

- إن الجبال الشم الرواسى الشامخات تشارك جميع المخلوقات فى سجودها للخالق عز وجل ومع ذلك يستنكف الكثير من الناس أن يشاركوها فى سجودها لله، ويقول تعالى: «ألم تر أن الله يسجد له من فى السماوات ومن فى الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء} (الآية 18 سورة الحج).

- إن الجبال مستودعات لمعظم الموارد المائية فى العالم حيث تسقط الأمطار فوق الجبال وتتجمع ثم تسيل على وجه الأرض وتشق الأنهار، والجبال كذلك تمثل للإنسان حصناً يمكن أن يلجأ إليها الإنسان إذا فزع من شىء ويمكن أن ينحت فيها بيوتاً تأويه هو وذويه.

- أيها الإنسان إن الله سبحانه وتعالى يقول فى كتابه الكريم «ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهى كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون} (الآية 74 سورة البقرة)، أما آن لنا أن نأخذ العبرة من هذه الحجارة التى فى الجبال وترقى قلوبنا ولا نقسو على بعضنا البعض وإن يرحم بعضنا بعضاً وخاصة فى تلك الظروف القاسية والعصبية التى يمر بها العالم أجمع ونحن كذلك، فالراحمون يرحمهم الرحمن.