رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تسلل

فوز منتخب مصر على نظيره المالاوى ذهابا وعودة بهدفين بالقاهرة وأربعة فى العاصمة المالاوية «ليلو نجوى»، وضع طبيعى فى ظل فوارق عدة فنية وتاريخية بين المنتخبين، وأمام منتخب لم يتأهل من قبل لكأس العالم، وصعد مرتين فقط لأمم أفريقيا 84 بكوت ديفوار و2010 بأنجولا. 

والطبيعى أن يعتلى المنتخب قمة المجموعة وبعد الجولة الرابعة التى تهتز تحت قدميه لفارق هدف فقط عن غينيا «الثانى» وسنواجه منتخبها بملعبها فى يونيو المقبل ضمن الجولة قبل الأخيرة، ثم إثيوبيا بالقاهرة بالجولة الأخيرة فى سبتمبر، ونحتاج نقطة فى المباراتين للتأهل. 

ورغم أن الفوز الكبير على مالاوى من المواجهات النادرة التى يحقق فيها منتخبنا الفوز برباعية خارج الديار، إلا أن التفاؤل الزائد أمام منتخب متواضع يأتى بنتائج عكسية فى المستقبل، وكثيرًا حققنا فوزًا ثمينًا على منتخبات من التصنيف الرابع وهللنا ورقصنا ثم كانت الصدمة الكُبرى! 

ومن الصعب الحكم حاليا على البرتغالى روى فيتوريا كمدرب فى مواجهتين فقط أمام منتخب مالاوى، رغم حالة الارتياح لرؤيته وفكره وقربه من اللاعبين، ونجاحه فى تطوير أداء بعضهم واختيار اللاعب من خلال أدائه داخل الملعب بعيدًا عن اسمه والنادى الذى يلعب له. 

كلها عناصر تميزه وأن المنتخب فى يد قادرة على تحقيق الكثير رغم تحديات تواجهه من مسابقة دورى متواضعة، وتراجع مستويات بعض اللاعبين، وهزات إدارية وتخبط. 

فيتوريا يعلم أن غينيا وإثيوبيا أو مالاوى منتخبات سهل تخطيها، والاختبار الأصعب سيكون فى أمم أفريقيا بكوت ديفوار، لأن طموحات الجماهير المصرية ليس الوصول لنهائى البطولة مثلما حدث فى الكاميرون، وأضعنا بطولة كانت فى المتناول بسبب ركلات ترجيح، وإن ذهبت البطولة لمن يستحقها السنغال التى أكدت زعامتها بالتأهل على حسابنا أيضا لكأس العالم بقطر. 

 المشكلة أننا نفرح بسرعة ونحزنا أسرع ولا نروض النفس على تقبل المفاجآت والأسوأ، خاصة فى كرة القدم التى تبكينا أكثر مما تسعدنا بسبب أوضاع لم تعالج منذ سنوات.  

 وما يُشعرك بالقلق أن بعض المتابعين وبينهم مسئولون جاءت تصريحاتهم فيها مغالاة ومساحة النشوة تفوق مجرد فوز على منتخب متواضع، والتأكيد على أن الفوز بكأس أفريقيا الذى غاب منذ 2010 يقترب لنستعيد المجد الأفريقى لمجرد الفوز بالأربعة على مالاوى بعيدًا عن واقع أفريقى صعب ينتظرنا فى بلد الأفيال، مع وجود المغرب والجزائر وكوت ديفوار ونيجيريا والكاميرون، وقوى أفريقية صاعدة  تمثل لنا عقبات فى طريق تحقيق الحلم. 

 تمامًا مثل تأهل المنتخب الأوليمبى لأمم أفريقيا تحت 23 بالمغرب، فكان استقبال الوزير الدكتور أشرف صبحى لهم فى المطار لمجرد التأهل! وتساءل البعض، ماذا سيفعل الوزير لو وصلنا لنهائى أمم أفريقيا أو حصدنا البطولة أو تأهلنا لأوليمبياد باريس العام المقبل؟! إلا إذا كان الهدف مواساة دولة الجبلاية والشد على أيديهم بعد انتكاسات مريرة! 

 إعطاء الأمور أكبر من حجمها يقلل من قيمة النجاح ويصبح الإنجاز المتوسط مثل الكبير، نحن فى حاجة لإعلاء سقف التميز، وأن نغرس فى منتخبنا ألا يرضى بالقليل مهما كانت التحديات، حتى يرنو دائمًا للصيد الثمين! 

[email protected]