عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدعوة كريمة من التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى؛ تشرفت بحضور احتفالية الحدث الخيرى الأكبر، احتفالية «كتف فى كتف».  الاحتفالية رغم بساطتها إلا أنها كانت باهرة، عميقة المعانى والدلالات، متعددة الرسائل. الدلالة والرسالة الأبرز كانت تأكيد الدعم والعهد، ما بين القائد والقيادة الوطنية وبين أكثر من 80 ألف مواطن مصرى- أغلبهم من الشباب المتطوع- ممثلين لكل محافظات وفئات الشعب المصرى، اجتمعوا فى الخير وتعاهدوا على الخير.

كلمات السيد الرئيس كانت خير معبر على ذلك العهد؛ والرئيس اختار المثال الأكثر تعبيراً حينما قال؛ «شوفوا الفرق بين الايد اللى بتطبطب والايد اللى بتدمر» فى إشارة إلى حادث مسجد الروضة الإرهابى، وهى إشارة بليغة المعنى.

لذلك وكعادتهم فور انتهاء الاحتفالية، وأتصور حتى قبل أن نخرج من محيط استاد القاهرة، فزع الذباب الإلكترونى معروف الهدف والتوجه إلى مهاجمة وانتقاد الاحتفالية، بل التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى وكل أنشطته. وتناسى هؤلاء أن الدور التنموى للمجتمع المدنى مطلوب وليس بدعة ابتدعناها. فالمجتمع المدنى القوى والفاعل أحد أركان الدولة، مؤسسات المجتمع المدنى فى العالم أجمع أصبحت تمثل قوة بشرية، اقتصادية، واجتماعية، وحتى سياسية فاعلة ومؤثرة فى المجتمع ولا يمكن تجاهلها، ودليل على تقدم الدولة وتطورها وليس العكس.

التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التى شهدها العالم فى العقد الأخير من القرن العشرين، ومطلع القرن الحادى والعشرين أولاً، ثم التحولات الكبيرة الواقعة حالياً ما بعد الجائحة، ثم أزمة الحرب الروسية الأوكرانية وما تبعها تغييرات جذرية فى هيكل الاقتصاد العالمى، والعلاقات الدولية، سواء من حيث التداعيات الممثلة فى الأزمة الاقتصادية العالمية، أو تغير خريطة التحالفات السياسية والاقتصادية، جلها محددات فرضت مزيداً من التعقيد فى أدوار الدول والحكومات. لذلك كانت الحاجة ملحة للتكامل ما بين الدولة والمجتمع المدنى والعمل معاً وبروح الشراكة خاصة فيما يتعلق بالأدوار التنموية، ومن أجل مجابهة التحديات الاستراتيجية.

لذلك كان تفعيل الدور التنموى للمجتمع المدنى على رأس أولويات أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، التى أكدت أن المجتمع المدنى شريك رئيس فى وضع خطط التنمية المستدامة وتنفيذها، وتنظيم المشاركة المجتمعية فى الحفاظ على الموارد واستدامتها.

لكن لا يزال البعض يعيش حالة من خلط المفاهيم والمدركات تجاه دور المجتمع المدنى ومؤسساته، ولا يزالون متأثرين ببعض الاقترابات الغربية التى حصرت دور المجتمع المدنى فى التظاهر والاحتجاجات فقط. وتناسى هؤلاء أنها هى نفسها ذات الدول التى تعمل منذ نهاية جائحة كورونا على مراجعة الأطر التشريعية لديها من أجل فعالية أكبر ونشاط أكثر كثافة للمجتمع المدنى فى تلك الدول.

يكفى للتدليل أوروبياً؛ أن المجتمع المدنى كان فاعلاً فى مواجهة تداعيات الجائحة، وأسهم عبر مشاركته المؤثرة فى التخفيف من التداعيات الاجتماعية والصحية فى عديد الدول. وعلى سبيل المثال؛ سلطت اللجنة الاقتصادية والاجتماعية الأوروبية الضوء على حقيقة أن دور المجتمع المدنى فى المنطقة الأورو متوسطية أصبح يمثل أهمية قصوى من أجل بناء مجتمع أكثر عدلاً وشمولاً بعد الجائحة؛ وبالمثل، وأن المشاركة النشطة للشركاء الاجتماعيين ومنظمات المجتمع المدنى أمر بالغ الأهمية، وأن المشاركة الفعالة للمجتمع المدنى ضرورية لتحقيق جميع الأهداف التنموية. للتأكد من مشاركة الجميع ومن أجل التنفيذ الفعال للدعامة الأوروبية للحقوق الاجتماعية.

ليصبح السؤال، ما الذى يضير هؤلاء فى وجود مظلة وطنية جامعة، تنظم وتحشد الجهود والطاقات لتكامل المسارات التنموية للدولة المصرية؟ لذلك أنا أجند نفسى، وقلمى، وعبر هذا المنبر الوطنى، مدافعاً عن التحالف الوطنى للعمل الأهلى وكل أنشطته، مدافعاً عن كل ما يقدم لخير ورفعة هذا الوطن.