رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قلم صدق

فى مقالى السابق ومن خلال ما تناولناه فى الجزء الأول منه يتضح أننا أمام صراع لن ينتهى إلا بــ:

أولاً: حرب تُعاد بعدها ترتيب القوى العظمى وتوابعها، وإن كانت رائحتها تزكم أنوف العالم، إن لم نقل إنها موجودة بالفعل بين روسيا وأوكرانيا عن نفسها وعلى أرضها، وبالوكالة العتادية عن حلفائها «أمريكا ودول أوروبا»، وأما ثانيًا: بضعفٍ لأمريكا تنتهزه الصين وتنهى به سيطرتها كقطب أوحد لعشرات العقود، وبالتحديد بعد الحرب العالمية الثانية، وربما بشكل تظهر فيه التعددية بعض الشىء كما قلنا من ذى قبل.. أما اليوم فهو جواب (هل) الروسية ومدى قدرتها وصمودها فى هذا الصراع.. نقول بالرغم من التقارب بين الدب الروسى والتنين الصينى، وكونهما مسمار جحا فى جميع قرارات الفيتو.. فإن الدب الروسى لن يترك التنين الصينى «الحليف» يصارع وحده الغطرسة النقدية الأمريكية فى غابة العملات الاحتياطية العالمية، ولكن سيزاحم أمريكا والصين ليضع قدمًا فى سفينة السيطرة النقدية العالمية كقوة عظمى.. لذلك عقب تأزم الوضع الاقتصادى فى البلاد بعد الحرب العالمية الثانية وانهيار الاتحاد السوفيتى فى التسعينيات، واهتزاز الاستقرار فى اقتصادها والتضخم الكبير لديها وهروب الاستثمار الأجنبى، استغلوا الجنود الشباب بالجيش للعمل بالفلاحة والصناعة بهدف إعادة الاقتصاد السوفيتى لما كان عليه قبل الحرب، كما لجأت الحكومة الروسية بعد تفكيك (الاتحاد) إلى تحويل عملتها (الروبل) لعملة تسهل مبادلتها بالعملات الأجنبية فى الأسواق المالية، ثم عملت على إنشاء نظام مصرفى حديث، حتى أصبح اقتصادها ضمن أعلى الاقتصادات الكبرى، وتمتلك أحد أدنى الديون الخارجية بين الاقتصادات الكبرى.. ومن (تسعينيات الانفكاك السوفيتي) إلى (ألفينية الغزو والضم الكرمى) ارتفع اقتصادها بسبب هذا الغزو، ومن حينئذ أصبحت روسيا مرمى بصر أمريكا والغرب الأوروبى، إلا أن اقتصاد روسيا المختلط كان المناعة والحصن.. لمَ لا وتعتبر إحدى السلال الغذائية فى العالم، ومن أكبر البلاد المنتجة والمصدرة للحبوب والغلال عالميًا.. كما تحتل مركزًا متقدمًا فى إنتاج النفط والغاز الطبيعى، وتتحكم فى نسبة تصدير نفط وغاز أمريكا وأوروبا، كما تعد ثانى أكبر دولة مصدرة للأسلحة بعد الولايات المتحدة، حتى أنها وإن كنت أستعجبه، كانت تصدر للأمريكتين الأسلحة بنسبة 4.2% حتى 2018 ومحركات الصواريخ العسكرية، ولا عجب فإنها المصالح والاضطرار، وتعد روسيا أكبر دولة منتجة للماس فى العالم، حيث يقدر إنتاجها بأكثر من 33 مليون قيراط فى عام 2013، أو 25٪ من الإنتاج العالمى، وغيرها من المقومات التى جعلت روسيا تتخذ هذه الخطوة. هكذا اتخذت هذه الخطة عازمة على استعادة إمبراطوريتها ومجدها القديم، فقامت بتنفيذ باقى مخططها بأن غزت أوكرانيا مما كان سببًا فى فرض عقوبات وإقامة حرب بالوكالة عليها.. أخذت روسيا حيالها عدة إجراءات لرفع قيمة (الروبل).. منها: القيود على التحويل وإلزام المصدرين فى روسيا ببيع 80% من عائدات النقد الأجنبى فى بورصة موسكو، ما أدى إلى زيادة مستمرة فى المعروض من العملات الأجنبية فى السوق المحلية، وكذلك توجه السياحة الروسية إلى المزارات المحلية عوضًا عن السفر للخارج، ناهيك عن تصدير الطاقة الروسية للغرب بـ(الروبل) فارتفع سعره، إضافة إلى توقيع (بوتين) قرارًا يتعلق بوفاء الشركات الروسية بالتزاماتها تجاه الدائنين الأجانب بالروبل، والتعامل بالعملات المحلية فى التبادل التجارى مع بعض الدول.. فهل بذلك الروبل الروسى قادر على الصمود.. بعد تسببه فى تراجع اعتماد أوروبا على الطاقة الروسية، وانخفاض تداول وقيمة اليورو والدولار الأمريكى؟.. رغم تقدم روسيا ووصولها لمكانة اقتصادية فى مقدمة الدول الاقتصادية، إلا أنى أرى أن الصراع على قيادة العالم نقديًا، يؤشر على أن الروبل الروسى أمامه وقت وتحديات ليست سهلة بالمرة لهذه المنافسة الشرسة على مستوى العملة العالمية، وما زالت الإجابة عن (هل) فى موقف مصر باقية.. فإجابتها فى قادم الأيام.. وللحديث بقية.