رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

 

 

 

 

قُل للزمان ارجع يا زمان، الأمر ليس له علاقة بـ«كوكب الشرق»، ولكنه كان تحدياً لعودة أسعار السلع زمان، دار حوله حوار بالصدفة على شكل مواجهة واجترار للذكريات فى حديث دار بين نماذج من الجيل القديم وجيل الوسط وجيل الشباب، تم بالصدفة فى «السوبر ماركت» عندما التقى الجميع أمام الكاشير ليخرج كل منهم كل ما فى جيوبه مقابل شراء بعض احتياجات المنزل، ودار الكلام كالبكا، ما بين تمتمة من رجل من جيل الخمسينيات الذى تحدث عن المليم، وجيل الوسط قال كانت مستورة، وشاب من الجيل الحالى كان يحدثهم عن سعر الدولار الذى أصبح يتحكم من كل شىء، الأمر الذى جعل كيلو البانيه- كما قال الشاب الذى كان يحمل نصف كيلو منه دفع فيه مائة جنيه- يباع بالجرام مثل الذهب!!

مواجع الدولار جعلت الرجل السبعينى الذى كان يقف فى مقدمة الطابور يقول بعد كحة بصوت عال لتهيئة رئتيه للتنفس لضمان صفاء صوته يتحدث عن واقعة تاريخية وهى زيارة نائب الرئيس الأمريكى السابق للمملكة المصرية عام 1946 بتكليف من الرئيس الأمريكى فى ذلك الوقت «ترومان»، وتم الاتفاق فى هذه الزيارة على تقديم المملكة المصرية فى عهد الملك فاروق لمعونة كبيرة لكل من اليونان وإيطاليا بهدف منع المجاعة فى العالم أثناء الحرب العالمية الثانية. انفعل الرجل المسن، وقال: طاب خدوا دى: مصر قدمت قرضاً لبريطانيا بنحو 3 ملايين جنيه إسترلينى يجى من 100 عام، والقرض لم ترده بريطانيا، ولم تسقطه الحكومة المصرية أيضاً!! لم يتوقف الرجل المسن عن الكلام، ونادى الشاب الذى كان قد اشترى نصف كيلو بانيه، وتقريباً شعر رأسه دب فيه الشيب، لأنه دفع فيه مائة جنيه عداً ونقداً، وقال له الراجل يا بنى، رد الولد نعم يا جدو: كانت «أقة» اللحمة على أيامنا بتلو بالعظم بـ100 مليم، وبتلو مشفى بـ135 مليماً، وتوالت الذكريات بين الأجيال: سعر الفرخة كان بـ120 قرشاً فى السعبينيات، وكيلو الملوخية بربع جنيه، التورتة بعشرة جنيهات، كيلو الطماطم بـ30 قرشاً، ثم تحدَّث جيل الوسط عن أسعار السلع أيام حرب أكتوبر وما بعدها، وانتقدوا الغلاء الذى أصبح يندفع لأعلى كصاروخ خارج عن السيطرة، البعض قال إنه كان يشترى الفرخة المشوية بـ8 جنيهات، وآخر حلف أنه اشتراها بـ5 جنيهات.

قالت سيدة وسط الطابور كنت أخرج بجنيه فى البوك، أشترى كيلو أرز وربع كيلو شعرية وكيلو سكر وورقة شاى وأرجع بالباقى. شاب بشعر طويل رابطه بفيونكة تحدث بسخرية رحت أجيب لحمة لقيت الكيلو بـ250 جنيهاً، قلت للجزار أعطنى عضمة بـ10 جنيهات روَّحت البيت، غسلت العضمة كويس وحطيتها فى قصرية زرع وعليها نصف كوب ماء وربع كوب سباخ ومرقة دجاج وورقتان لاورى، وسبتها فى البلكونة، صحيت الصبح لقيت العضمة طرحت فخدة ضانى.

تدخل صاحب السوبر ماركت، وضرب على يديه، قال أنتم قلبتوها ندوة، وكمان الظريف ده ويقصد الشاب أبوفيونكة فى شعره قلبها هزار، يلا خفوا يا جماعة عاوزين نشوف أكل عيشنا، قالت سيدة: مالك أنتم وكلينها والعة، رد عليها صاحب السوبر ماركت بتقولى إيه يا ست، قالت أقول حسبى الله ونعم الوكيل، قال والله أنا مضربتش حد على إيده، الأسعار ولعت لوحدها،

انفض مهرجان السوبر ماركت عن الأسعار، وتقريبا مازال عم أيوب ينتظر خديجة التى أعطاها قرش صاغ تشترى 4 أرطال لحمة و20 بيضة وتدفع أجرة الشقة، وعندما تأخرت اعتقد أنها طمعت فى الباقى وظفشت!!