رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم وطن

تلقيت شكاوى عديدة فى بريد متاعب الناس عن السيارات المشبوهة التى تجوب الأسواق والأحياء والقرى، والتى تعلن فى مكبرات الصوت عن أسعار متدنية لمنتجات اللحوم والدواجن فى الوقت الذى قفزت فيه أسعارها إلى أعلى معدلاتها، وأكد لى البعض أيضًا ان الحكاية فى قمة السهولة وما على أصحاب هذه الأنشطة الا تأجير سيارة مجهزة بسائق، واختيار صورة لأحد المسئولين ويدون أسفلها مكافحة الغلاء.

ولن يسأله أحد من أنت وماذا تفعل وماذا تحمل فى سيارتك، وحاولت جاهدا البحث عن هذا النوع من السيارات ومتابعة ما جاء بالشكوى، وعندما صادفت سيارة من هذا النوع فى طريق عودتى، لم أصدق ما سمعته بأذنى من مكبرات الصوت، لسيارة مشابهة لما جاء بالشكوى، ووجدت السيارة فعلا تبيع مواد غذائية بأسعار غير واقعية، وعندما تكرر النداء بصورة مستفزة استوقفتنى لاستوضح الأمر، وجدتها كالعادة سيارة ربع نقل بها صندوق ومعلق عليه لافتة بصورة وزير التنمية المحلية اللواء هشام آمنة، ومدون عليها عبارة بالبنط العريض (مبادرة محاربة الغلاء).

سألت المنادى عن طبيعة كيلو (البانيه المتبل) أبو ٤٥ جنيه وكيلو اللانشون أبو٢٠ جنيه، وكيلو لحمة الموزة بـ٨٥ جنيه، فوجدتها ماركات غير معروفة، ومعبأة بصورة عشوائية، ويبدو انها كانت مجمدة وتحولت إلى أكياس مبللة بالماء، فى مشهد مقزز، ولا أعلم كم مرة تم تجميد هذه الأكياس وذاب الثلج من حولها، فسألت المنادى عن خط سيرة وعما إذا قام باخطار وزارة التموين من عدمه، وهل إدارة تموين البدرشين تعلم بوجوده بقرى الادارة أم لا؟ فارتبك ولم يجد المنادى ردًا لأسئلتى سوى استخراج هاتفه والعبث بعدة أرقام لإيهامى انه مسنود، فاستخرجت هاتفى أيضا وطلبت مدير تموين البدرشين، وسألته عن هذه السيارات التى تجوب قرى وأسواق البدرشين دون الحصول على خطوط سير، فأكد لى الرجل عدم علمه بها ووعد بتعقبها بالتنسيق مع الجهات المعنية، وأثناء المكالمة انطلقت السيارة بطريقة جنونية ولم أتمكن من تصوير لوحاتها المعدنية، وللأسف رأيت سيارات مشابهة وتكرر هذا المشهد لسيارات تحمل صور الرئيس وصور وزير التموين ووزير التنمية المحلية، ولا أعلم هل هذه السيارات تحمل مواد غذائية سليمة أم لا، خصوصا ان (البانيه المتبل) الذى أعلن عن سعره بـ٤٥ جنيها تبين من البعض انه منتهى الصلاحية ووضع التوابل يتم للتغطية على الروائح الكريهة المنبعثة من هذه المنتجات.

‏لذلك يجب وجود تنسيق مع الوزارات المعنية لتضييق الخناق على هذه السيارات المشبوهة، والتى تؤثر على سمعة الحملة التى تقودها الدولة لمحاربة الغلاء، بمنافذ ثابتة، أو اكشاك حاصلة على موافقات حكومية، أو سيارات فى أماكن ثابتة بالميادين المشهورة، ومعلومة للجميع وتحمل أسعارا حقيقية وليست كالأسعار المشبوهة التى تؤكد عدم سلامة المنتجات

‏التى تبيعها هذه السيارات، كما نناشد الجماهير عدم التعامل مع هذا النوع من السيارات أو هذا النوع الردىء من البضاعة مهما كانت الأسعار مغرية، ويجب التصدى لهذه السيارات فى الأكمنة واللجان المرورية، لمعرفة إذا كانت معتمدة ولها خط سير وحاصلة على موافقات من عدمه، قبل ان تصل إلى الأسواق والشوارع والقرى، وقبل أن تصبح غذاء فاسدًا ‏وكفانًا أمراضا وكفانًا احتيالاً وغشًا

‏ونسال الله السلامة.