عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

تؤكد صفحات التاريخ أن مصر والمملكة العربية السعودية هما قطبا العلاقات والتفاعلات فى النظام الإقليمى العربى، وعليهما يقع العبء الأكبر فى تحقيق التضامن العربى والوصول إلى الأهداف المتشددة التى تتطلع إليها الشعوب العربية.

عمق ومتانة العلاقات التاريخية التى تجمع مصر والمملكة العربية السعودية يرجع إلى ثوابت ظلت تشكل ركناً أسياسياً فى تقرير الروابط بين البلدين، حيث تجمع بينهما علاقات تاريخية وطيدة تشكلت لبنتها الأولى أثناء الزيارة التى قام بها الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود لمصر فى أول زيارة له عقب توحيد المملكة فى عام 1946، وحينها قال قولته: «لاغنى للعرب عن مصر.. ولا غنى لمصر عن العرب».

وترتبط الدولتان بمسيرة طويلة من علاقات تمت وارتقت لتجاوز آفاق الأروقة الدبلوماسية والسياسية، إلى مصير مشترك ورؤية موحدة، وصولاً إلى مستوى غير مسبوق من التعاون فى كل المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.

ازدادت العلاقات التاريخية التى تجمع بين مصر والمملكة العربية السعودية حكومية وشعباً قوة ورسوخاً فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، وترجمت فى زيارات واتصالات لا تنقطع بين مسئولى البلدين، فالتنسيق الكامل والتشاور الدائم هو سمة العلاقات بين البلدين، بهدف مواجهة كل ملفات المنطقة وأزماتها، وما يتعلق بها من تهديدات وتحديات، انطلاقاً من فرضية أساسية تقوم على الرفض التام لكل التدخلات الإقليمية فى شئون الدول العربية أياً كان مصدرها، كونها تشكِّل تهديداً لاستقلال الأراضى العربية وسيادتها وتفكيكاً لوحدتها الوطنية.

من هذا المنطلق تدعم الدولتان المبادرات السياسية والحلول السلمية لكل أزمات المنطقة فى سوريا وليبيا واليمن، وفقاً لقرارات مجلس الأمن والمبادرات الإقليمية والمرجعيات ذات الصلة بما يحافظ على استقرار هذه الدول ووحدة ترابها الوطنى، ويضع مصالحها الوطنية فوق كل الاعتبارات، ويؤسس لحل دائم يكفل الأمن والاستقرار لشعوب هذه الدول بمعزل عن التدخلات الخارجية.

ومن ينسى الموقف الداعم من المملكة العربية السعودية لثورة 30 يونيه فى مصر والخطاب التاريخى لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذى أعلن فيه وقوف المملكة إلى جانب خيار الشعب المصرى فى ثورته، وكان مثالاً للقائد العربى المحب لمصر وشعبها، وشدد فى كلمته التى استمع إليها العالم كله على وقوف السعودية حاكماً وشعباً إلى جانب الشعب المصرى فيما يمر بمصر من أحداث، وساهمت وقفة خادم الحرمين الشريفين السابق رحمه الله، فى تحجيم كل القوى التى حاولت التدخل فى الشأن الداخلى المصرى، وقال قولته الشهيرة: «إن الصامت عن الحق شيطان أخرس»، ودعا المصريين والعرب والمسلمين إلى التصدى لكل من يحاول زعزعة أمن مصر معتبراً أن من يتدخل فى شئون مصر الداخلية من الخارج يوقدون الفتنة، وأهاب بالعرب للوقوف معاً ضد محاولات زعزعة أمن مصر وضد كل من يحاول أن يزعزع دولة لها تاريخ من تاريخ الأمة الإسلامية والعربية. فيما قام الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودى، بزيارات عاجلة لفرنسا ضمن جولته الأوروبية لدعم مصر وكان لها أثرها الكبير فى إدراك حقيقة ما يحدث فى مصر.

وخلال مرحلة ما بعد ثورة 30 يونيه تلك الفترة العصيبة التى شهدت المزيد من عنف الجماعة الإرهابية، كان للعاهل السعودى والمملكة دور مميز للوقوف بجانب شقيقتها مصر ومعاونتها فى أزماتها.

وعقب إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية المصرية عام 2014 كان العاهل السعودى عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، أول المهنئين للشعب المصرى والرئيس عبدالفتاح السيسى، وقام بإرسال رسالة أوضح فيها أن المساس بأمن مصر هو مساس بالسعودية، كما دعا إلى عقد مؤتمر لأشقاء وأصدقاء مصر المانحين لمساعدتها فى تجاوز أزمتها الاقتصادية.

وارتقت العلاقات الثنائية بين مصر والمملكة العربية السعودية فى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سليمان بن عبدالعزيز، وولى العهد الأمير محمد بن سلمان، فأصبح هناك تنسيق كامل وتشاور دائم بين الرئيس عبدالفتاح السيسى وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حيث ترجمت هذه العلاقات فى زيارات واتصالات لا تنقطع على مستوى قيادتى البلدين وكبار المسئولين بغرض تعزيز العلاقات وتنسيق المواقف ودعمها فى كل المجالات لمواجهة التهديدات المتلاحقة والتحديات الهائلة التى لا تهدد فقط الأمن القومى العربى، بل يتجاوزه إلى استهداف الشخصية العربية والمحاولات المستميتة لتغيير الهوية والمصير.