رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

فضولى الصحفى دفعنى إلى المحاكمة التى استمرت حتى ساعة متأخرة من الليل، المتهم هو الدكتور مصطفى الهلالى مرشح مجلس الشعب عن دائرة كفر أصالة، والتهمة هى تبديد أموال حزب الفضيلة الذى كان يرأسه، قبل فصله من هيئة التدريس بالجامعة بعد اكتشاف تزويره شهادة الثانوية العامة!

وقائع القضية تدور حول بلاغ تقدم به رئيس الحزب الجديد الذى كان يقوم بدور سكرتير الهلال وأقرب إلى دور الحارس أو الخادم خلال فترة رئاسة الهلالى للحزب، إلى مباحث الأموال العامة يتهمه فيه بإنفاق 450 ألف جنيه على دعايته الانتخابية من ميزانية تأسيس الحزب، وزعم أنه اشترى مقرًا للحزب فى منطقة المغربلين بمبلغ 500 ألف جنيه، وحقيقة ثمن المقر هو 50 ألف جنيه فقط، وطلب محاكمة «الهلالى» بتهمة إهدار المال العام.

الهلالى «كان نار على علم» قبل الإعلان عن خوضه الانتخابات البرلمانية، دقت على رأسه طبول كثيرة، وخرج المستخبى، مرة أنه أنجب بنتًا من علاقة غير شرعية من راقصة، ومرة أنه لم يحصل على الثانوية العامة، وكان والده يريده الالتحاق بكلية الطب ولكن رسب فى مادتى الجبر والكيمياء، فقام والده بتزوير شهادة الثانوية العامة ليلتحق الهلالى بكلية الآداب، ويتدرج فى سلك هيئة التدريس حتى أصبح رئيسًا لأحد أقسام الكلية، وكان يقدم برنامجًا على إحدى الفضائيات باسم الطريق الوحيد، وله زوجة محامية مشهورة وابن فى بكالوريوس الطب وابنة فى أولى طب، ويتمتع بحب شديد من طلابه ومتابعى برنامجه وله علاقات كبيرة بكبار رجال الأعمال ووجهاء المجتمع، اهتزت الأرض من تحت الهلالى بعد خطوة الترشح التى شجعته عليها أسرته وبعض أصدقائه، واصطدم بعدد من الرشحين على رأسهم نائب الدائرة عطية الساعاتى ورضوان الكومى وآخرون، منهم مسعد المرشدى رئيس حزب الفضيلة الجديد، وأصبح الهلالى مرشحًا مستقلاً بعد حصوله على البراءة من تزوير شهادة الثانوية العامة، وإعادة قيده فى كشوف المرشحين.

قضى الهلالى عدة أيام حبسًا احتياطيًا واستدعاه الضابط، الذى كان يعنف شابًا سرق 120 جنيهًا، فسأله الهلالى قائلاً: أمال لو سرق 120 مليون جنيه رد عليه: كان هرب بهم للخارج!

ورد الهلالى مرة أخرى: واحد يقتل واحد وياخد إعدام وواحد يقتل آلاف البشر وياخد نيشان!

الهلالى حصل على البراءة أيضاً من تهمة تبديد أموال الحزب بعد إثباته أنه اشترى المقر بالمبلغ الذى سحبه من حساب الحزب وهو 500 ألف جنيه، بعد قيام ابنته غير الشرعية بالحصول على العقد الرسمى من السيدة تريزا المالكة الأصلية للمقر. وبدأ المعركة الانتخابية بينه وبين عطية الساعاتى الذى كان مرشحًا عن حزب الوحدة وتم شطبه من الحزب بعد حصول المرشح الآخر رضوان الكومى على صور للمرشح عطية الساعاتى خلال سهرة خاصة مع فتيات فى أماكن لا يليق أن يرتادها عضو البرلمان، وإصرار الساعاتى على التمسك بعضوية البرلمان جعله يدفع 10 ملايين جنيه لرئيس حزب الفضيلة الجديد مسعد الكومى ليتنازل عن الترشح، كما دفع 5 ملايين جنيه للمرشح رضوان الكومى مقابل حصوله عن شهادة الثانوية المزورة للدكتور الهلالى ليستغلها ضده فى الانتخابات.

المصائب لا تقع فرادى على دماغ الهلالى فابنه عبدالحميد بعد حصوله على بكالوريوس الطب حاول الزواج من نانسى التى تعتبر أخته لكنه لا يعلم ذلك لأن الهلالى عندما أقامت فى منزله بعد سفر والدتها «سعاد» إلى لندن لإجراء جراحة أخبرهم إنها فتاة يعطف عليها بناء على وصية والدتها، لكن كل شىء انكشف وبان بعد اضطرار الهلالى أن يقول الحقيقة لابنه عن أخته، وتفهم وشقيقته «زينب» الموقف لكن زوجته المحامية «هناء» تركت له المنزل.

اشتدت المعركة الانتخابية، وأخذ المرشح عطية الساعاتى ينفق ببذخ، ويذبح العجول ويوزع على الناخبين، وكان يقطع الورقة المالية فئة العشرين جنيهًا يعطى للناخب نصفها ويعطيه النصف الآخر بعد الإدلاء بصوته، وقال ناخب للساعاتى طمعًا فى أموال أكثر أنا معى بطاقتى الانتخابية وبطاقة جوز أختى الله يرحمه، وبطاقة أختى المسافرة الكويت!

المرشح الساعاتى كان مصرًا على استمرار الحصانة البرلمانية التى كان يتمتع بها فى الدورات السابقة بأى ثمن، وقال للمرشحين الذين تنازلوا له ولكبار العائلات فى دائرة كفر أصالة: «الحصانة لزمانى» ذى ما يكون مفيش فارس من غير حصانة، يبقى مفيش عطية من غير حصانة، كان عطية يردد دائمًا أنا أحب الشفافية، وحبى للحصانة أشد.

كنت مصرًا على معرفة نهاية الانتخابات لمن تكون الحصانة لـ«الهلالى أم لـعطية الساعاتى» وفاز الهلالى، وفقد الساعاتى الحصانة، وعلق قائلاً يعنى أقعد دور انعقاد كامل بدون حصانة هيجيلى نوم إزاى!!

ما سبق هو ملخص لمسلسل «سكة الهلالى» الذى تعاد إذاعته على قناة «أون دراما» الساعة السادسة مساء كل يوم ويذاع مرتين فى المساء والصباح.

نموذج الهلالى والساعاتى كان موجودًا فى الواقع كل الفضايح كانت تظهر أثناء الانتخابات، وكان الصراع على الحصانة البرلمانية على أشده لأن البعض كان له فيها مآرب أخرى غير مساعدته على إبداء رأيه دون أن يتعرض له أحد.

يبقى أن أشكر الفنان الرائع عضو مجلس الشيوخ الدكتور يحيى الفخرانى الذى قام بدور الدكتور مصطفى الهلالى فى المسلسل، والفنان القدير صلاح عبدالله الذى قام بدور عطية الساعاتى والفنانة القديرة نهال عنبر التى قامت بدور المحامية هناء والفنان القدير علاء زينهم الذى قام بدور مسعد المرشدى كما أشكر الدكتور مصطفى الهلالى لأننى استعرت عنوان برنامجه الطريق الوحيد لأجعله عنوان مقالى لمدة سنوات طويلة قبل أن أغيره إلى العنوان الحالى.