رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

منذ أيام، كان مجلس الشيوخ، يناقش دراسة عن «العنف الأسرى» وكان من بين المتحدثين فى القاعة حول هذه القضية الدكتور الفنان عضو الشيوخ يحيى الفخرانى، الذى أكد على أهمية دور الدراما فى مواجهة العنف والتفكك الأسرى، وطالب شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بشرح التفسيرات الدينية التى يتم استخدامها فى إباحة العنف خاصة الآية «واهجروهن فى المضاجع واضربوهن» وأضاف: «ويمكن أن يتم شرح كيفية معاملة النبى لزوجاته، موضحًا أن التفسيرات الدينية تكون أكثر تأثيرًا على الشعوب المتدينة. وداعب المستشار عبدالوهاب عبدالرازق رئيس مجلس الشيوخ، النائب يحيى الفخرانى قائلاً: «الفن فى مرمى السهام، فما رأيك بخصوصه؟» فرد الفخرانى: «الفن يقوم بدور ولكن يجب أن تتضافر جهوده مع عدد من المؤسسات»، وعلق رئيس مجلس الشيوخ، لا شك أن الفن يقوم بدور ونستهدف أن تتضافر جميع الجهود.

أحال مجلس الشيوخ هذه الدراسة القيمة التى تناولت العنف الأسرى إلى رئيس الجمهورية، واقترح المجلس إصدار تشريع لتجريم العنف الأسرى، وإنشاء منظمة لمناهضة العنف الأسرى وتحقيق التماسك بين الأسرة. وكشفت الدراسة بأمانة وجهد تستحق الشكر عليه عن أن العنف الأسرى لا يرقى إلى حد الظاهرة المقلقة، لكنه يبقى مشكلة تبحث عن حل وأكدت الدراسة أن العنف الأسرى ليس مسئولية جهة بعينها بقدر ما تستلزم تضافر الجهود فى تناغم عبر استراتيجية طويلة الأمد تعالج المسببات، واقترحت الدراسة إنشاء منظمة مصرية تهدف إلى تعزيز تماسك الأسرة المصرية ونبذ العنف بشتى صوره، تسمى المجلس الاستشارى لمناهضة العنف الأسرى.

طلب النائب يحيى الفخرانى لم يتوقف عند دعوته لشيخ الأزهر بتفسير واهجروهن فى المضاجع واضربوهن، ولكنه قال أيضاً: إن هناك آيات قرآنية كثيرة تحث على حسن معاملة المرأة، فضلاً عن وجود أحاديث نبوية فى هذا الشأن.

وكعادة الدكتور أحمد الطيب الذى يتابع كل ما يتناول الدين والحياة الدنيا، وبصفته شيخ الأزهر، المرجع الأساسى فى العلوم الدينية والشئون الإسلامية، ويتولى مسئولية الدعوة ونشر علوم الدين واللغة العربية فى مصر والعالم، فقد كان جاهزاً بالرد على طلب عضو مجلس الشيوخ الذى يعتبر شخصيته مؤثرة فى المجتمع كفنان يتابع فنه الملايين فى مصر والعالم، وقام بالتوضيح للآية التى وردت فى سورة النساء: «واللاتى تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن فى المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً».

وقال شيخ الأزهر: إن هذا هو الدواء الأخير الذى وصفه القرآن لعلاج نشوز الزوجة، والضرب رمزى مقصود منه الإصلاح، وليس الإيلام أو الإيذاء والضرر. وأوضح أن نصوص القرآن الكريم وأحكام الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان، ولا يمكن أن يكون القرآن حينما أمرنا بمثل هذا الضرب الرمزى أمرنا بهدف إصلاح وإنقاذ الأسرة. وأشار شيخ الأزهر إلى أن هذا النوع من العلاج كثر حوله اللغط والتشكيك بالإسلام والقرآن، ويطالب المسلمين بتغيير نصوصهم الإلهية ليسايروا حركات المرأة واتفاقيات الأمم المتحدة، لافتًا إلى ما ذكره الأديب عباس العقاد فى الرد على المعترضين على هذا النوع من العلاج بقوله: «من حق المعترضين أن يعترضوا على القرآن الكريم إذا أكدوا لنا أنه لا توجد فى جماعة النساء امرأة واحدة يمكن أن يصلحها هذا النوع من التأديب ويصدها عن هدم الأسرة».

وأضاف شيخ الأزهر: ضرب الزوج زوجته له نظام وحدود، فمن شروطه ألا يكسر لها عظمًا، وألا يؤذى لها عضوًا، فإذا ضرب وتجاوز مسألة الأذى فهذا حرام، ويعاقب عليه، كما لا يجوز له أن يضرب باليد، ولا يضرب على الوجه ولا يخدش شيئًا ولا يترك أثرًا نفسيًا على الزوجة، ومن هنا نرى أن المراد بالضرب هو الضرب الرمزى بالمسواك مثلاً أو فراشة الأسنان فى هذا الزمن، وأكد شيخ الأزهر، أن أمر الضرب ورد فى كلمة واحدة فى القرآن الكريم «واضربوهن» فى مقابل منظومة ضخمة من النصوص القرآنية الصريحة التى تحافظ على المرأة وعلى كرامتها وتأمر الرجل أن يحسن معاملته وعشرته لها مثل قول الله تعالى: و«عاشروهن بالمعروف» وقوله «فأمسكوهن بمعروف» و«لا تضاروهن» وقوله أيضاً: «فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا».

وتابع شيخ الأزهر: كلمة الضرب إذا وضعت إلى جوار هذه المنظومة تبين أن هذه الكلمة ليست مقصودة لذاتها كعلاج إلا فى أندر الحالات، وهى الحالات التى يكون فيها الزوج مضطرًا، إما أن يستخدم هذا النوع من العلاج، وإلا تذهب الأسرة بكاملها إلى مستقبل غير مرغوب.

كل يوم يؤكد مجلس الشيوخ أنه يمارس دوره الدستورى عن جدارة، بأداء واختصاصات مختلفة عن الجناح الآخر، مجلس النواب، بصفته المختص بدعم السلام الاجتماعى، وتقديره لأهمية الأسرة فى الدستور بأنها أساس المجتمع، قوامها الدين والأخلاق والوطنية.