عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

لماذا تفشل بعض الثورات، هناك ثورات عديدة فشلت فى الأزمنة الغابرة، فقد تفشل الثورات عندما يغيب الوعى، ويسيطر الطمع، وتصبح المغانم العاجلة مقدمة على المغانم الآجلة، ويسيطر المتسلقون عليها حين تسقط صريعة تحت سنابك أعدائها الذين ينتظرون أقل ثغرة للقفز فوقها، هناك ثورات سقطت بسبب ما يسمى بالعنف الثورى والصراع بين أركانها من دون أن تبنى دولة، الثورات محكومة بمعادلة مهمة إما أن تبنى دولة، وإما أن تفشل!

هناك أمثلة عديدة عن فشل الثورات، الثورة الفرنسية فى عام 1789 اندلعت ضد الملك لويس السادس عشر بسبب الفقر وسيطرة الكنيسة وخروج فرنسا من حرب الأعوام السبعة مثقلة بالديون، نجحت الثورة فى أولى مراحلها، وتم اعدام لويس وزوجته مارى انطوانيت، وتولى نابليون بونابرت حكم فرنسا فى عام 1799، ونصب نفسه امبراطورا فى عام 1804. توسع نابليون فى أوروبا وسيطر على العديد من الدول، لكن كان غزوه لروسيا عام 1812 هو بداية الهبوط، لتحالف الروس مع النمسا وروسيا، واستطاعوا هزيمة نابليون فى معركة لبيزيغ عام 1813، وتم نفى نابليون إلى جزيرة ألبا بالقرب من روما، لكنه استطاع الهرب والعودة إلى فرنسا، والسيطرة على الحكم مرة أخرى، وفى النهاية هزم فى معركة وترك أمام بريطانيا عام 1815، وتم نفيه مرة أخرى إلى جزيرة سانت هيلينا النائية فى المحيط الأطلسى، حيث قضى ما تبقى من سنوات عمره، وحكم فرنسا لويس الثامن عشر.

ويعتبر عام 1848 عام الثورة الفاشلة فى هذا العام شهدت حوالى 50 دولة أوروبية ثورات شعبية يقودها الليبراليون ضد الأنظمة المحافظة، فى يناير بمدينة صقلية الإيطالية، وفى فبراير سقطت الملكية الفرنسية، وفى ألمانيا، والنمسا، والمجر، وإيطاليا، اندلعت نبرات الثورات، وكانت المطالب الثورية هى العدالة الاجتماعية والحقوق المدنية، وإحياء القومية، التى حاول الثوار تحقيقها بالعمل المسلح، وفى خضم هذا أزهقت عشرات الآلاف من الأرواح، وفى نهاية العام، فشلت هذه الثورات بسبب عدم التنسيق والعمل معا، فى حين تعاونت الملكيات الأوروبية، فيما بينها للقضاء على هذه الثورات، وبالفعل نجحوا فى ذلك رغم ذلك، حققت هذه الثورات بعض الإنجازات مثل الغاء العبودية فى النمسا، والغاء الملكية المطلقة فى الدنمارك.

واندلعت ثورة روسيا عام 1905 بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة ومعاناة العمال والفلاحين من الظروف المعيشية السيئة، وواجه القيصر المظاهرات بكل قوة، وأعطى أوامر بقمع العمال والفلاحين وقتلهم فى الشوارع.

وأطلق على هذه الأحداث يوم «الأحد الدامى» التى وقعت فى 22 يناير 1905 فى مدينة بطرسبرغ، حيث قتل 4 آلاف شخص، بنهاية عام 1907 استطاع القيصر الروسى السيطرة على الوضع من خلال وضع دستور 1906 الذى تقاسم فيه بعض السلطات مع البرلمان.

ووقعت الثورة المجرية فى عام 1956، حيث سيطر الاتحاد السوفيتى على المجر فى عام 1945، لكن عقب وفاة ستالين عام 1956، استقال الأمين العام للحزب الشيوعى المجرى من منصبه ما أيقظ آمال التغيير واسترداد الحريات عند الكثير من طبقات الشعب.

وفى أكتوبر 1956 تحرك الطلاب والعمال والجنود لمهاجمة جهاز الشرطة السرية، بالإضافة إلى استهدافهم الجنود الروس، وقاموا بتحطيم تمثال ستالين، وفى أكتوبر 1956 تولى السياسى المعتدل إمرى ناجى، رئاسة الوزراء، وطلب من رئيس الاتحاد السوفيتى آنذاك خروتشوف، خروج الجيش الروسى من بودابست، لكن لخمسة أيام فقط تمتعت المجر بالحرية، فالحكومة الجديدة التزمت الديمقراطية فى سياستها، وانتشرت حرية الرأى والتعبير والصحافة، ولكن بمجرد أن أعلنت المجر خروجها من اتفاقية وارسو، أرسل خروتشوف ألف دبابة إلى بودابست، لتقتل 4 آلاف شخص مجرى، ويتم تنصيب السياسى المناصر للاتحاد السوفيتى جانوس كادار.

ثم يأتى الانقلاب الإيرانى عام 1953، حيث بدأ الصراع بين شاه إيران ومحمد مصدق، عندما قام الأخير بسن قانون لتأميم المصالح البترولية البريطانية فى إيران عام 1951، ومنذ تلك اللحظة زادت شعبية «مصدق» بدرجة كبيرة، حتى أصبح رئيسا للوزراء فى نفس العام، وأيضا عام 1953.. تعاظمت قوة «مصدق»، وأصدر مراسيم عدة كان من شأنها الإضرار بمصالح الطبقة الارستقراطية، حيث ألغى نظام الزراعة الاقطاعية، وفى عام 1953، قام الشاه الإيرانى بالاطاحة بمصدق بدعم من الولايات المتحدة، وتعيين الجنرال فضل الله زاهدى بدلا منه، وخوفا من انقلاب الأوضاع وغضب الشعب ضده، فر الشاه الإيرانى إلى بغداد، ومن ثم إلى إيطاليا بصحبة زوجته الملكة ثريا، وفى ذلك الوقت وضعت وكالة الاستخبارات المركزية بالتعاون مع المخابرات البريطانية خطة انقلاب لإعادة الشاه الإيرانى إلى الحكم التى سميت بـ«أياكس»، وكانت الخطة تنص على إخراج مظاهرات معادية فى الشوارع وتضخيمها من خلال وسائل الإعلام، بجانب سيطرة الرجال الموالين للشاه على الشارع الإيرانى، واغتيال القيادات الوطنية، الأمر الذى تم بالفعل، كما تم قصف منزل مصدق فى طهران إلى أن تم اعتقاله والحكم عليه بالإقامة الجبرية مدى الحياة، فى حين عاد الشاه للحكم مرة أخرى.