رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

عندما أراد الخديو إسماعيل أن ينشئ رمزًا ثقافيًا للعاصمة الجديدة القاهرة، الذى أعاد بناءها من جديد على الطراز الأوروبى.. أنشأ مسرح الأزبكية، وعندما أراد الرئيس عبدالناصر إنشاء رموز للقومية فى العهد الجديد أطلق عليه «المسرح القومى»!

ولذلك المسرح القومى أكبر بكثير من مجرد خشبة مسرح تقدم عليه عروض مسرحية.. فهناك عشرات المسارح ولكن يبقى المسرح القومى دارًا للهوية الثقافية للدولة، ولا بد أن تكون عروضه تعبر عن ذلك، وتعكس توجهات الدولة الثقافية والفنية، وروح الوطن.. ببساطة هو مقر الوطنية الثقافية المصرية!

ومن لا يدرك ذلك من أول وزيرة الثقافة حتى أصغر موظف فى الوزارة فهى مأساة حقيقية وملهاه فى نفس الوقت كان من الممكن أن تصلح عرضًا تراجيديًا على المسرح القومى إذا كان يعمل.. ولكنه للأسف المسرح يعيش فى ظلام منذ حوالى ستة أشهر!

180 يومًا بلا عرض واحد.. نصف عام كامل.. 6 شهور من أفضل أوقات السنة، من الصيف إلى الشتاء وأنوار المسرح القومى مطفأة.. ومن يُسأل عن الظلام؟!

وقبل ذلك.. ماذا قدم المسرح القومى منذ عرض «ليلة من ألف ليلة» عن رائعة بيرم التونسى والموسيقار أحمد صدقى «ليلة من ألف ليلة» بطولة الفنان يحى الفخراني؟.. عروض مسرحية بالأكثر تقدم فى حفلات ماتنيه قبل العرض السواريه الرئيسى.. أو على الأقل تقدم فى مسارح أخرى من مسارح الدولة مناسبة لمثل هذه العروض.. ولن أتحدث عن الأسباب التى جعلت الفخرانى يقدمها مرة أخرى فى القطاع الخاص تحت اسم «ياما فى الجراب ياحاوى» لأنها جزء لا يتجزأ من أسباب توقف عروض المسرح القومى كل هذه الفترة!

فى الثمانينيات والتسعينيات كان المسرح الخاص فى قمته، بعروضه الجادة والهزلية، وكنا نتهمه بانه وراء جذب الجمهور من مسارح الدولة عامة والمسرح القومى خاصة، الذى اكتفى بعروض أساتذة الجامعات المسرحيين الذين سيطروا عليه فى ذلك الوقت، وساهموا بانصراف الجمهور عنه، ولكن عندما قدم القومى مسرح مبدع من تأليف الكاتب لينين الرملى وهى مسرحية «أهلا يابكوات» عاد الجمهور مرة أخرى.. وهى تعتبر من أهم مسرحيات المسرح المصرى نظرًا لجرأة نصها، وقدمها فى البداية الفنان عزت العلايلى والفنان حسين فهمى، إخراج عصام السيد، وحققت نجاحًا كبيرًا على خشبة المسرح القومى، وكان الفنان محمود ياسين هو مدير المسرح القومى فى ذلك الوقت!

أُناشد وزيرة الثقافة.. إعادة النظر فى إغلاق المسرح القومى، والبحث عن أسباب إغلاقه طوال هذه الفترة.. هل مشكلة إدارة؟ أم مشكلة ميزانية؟ أم مشكلة نصوص؟ أم مشكلة نجوم؟.. وشخصيًا أعتقد أن المشكلة مشكلة إرادة ورغبة حقيقية وصادقة لإعادة الأضواء للمسرح القومى.. ولكن حرام أن تكون منارة من منارات الثقافة المصرية مظلمة.. وأن نهدم واحدًا من أعلى جدران حماية العقل المصرى من الأفكار المتطرفة، وساحة من أجمل ساحات الإبداع والترفيه بهذه الصورة القاتمة.. ولا أريد أن أتهم أحدًا وأقول بفعل فاعل.. وليكن كسلًا وعدم وعى وفهم بدور المسرح القومى فى حياتنا!

[email protected]