عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

العلاقات الاستراتيجية التى تربط مصر والولايات المتحدة الأمريكية ممتدة منذ أربعة عقود.. مستمرة ومتينة ومثمرة، سواء كان على رأس السلطة فى الولايات المتحدة الحزب الجمهورى أو الحزب الديمقراطى لأنها علاقة تتسم بالتعقل والتوازن والحرص على تبادل المصالح المشتركة التى تهم البلدين.

فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، اتخذت مصر توجهاً جديداً فى السياسة الخارجية، من خلال نظرة استراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية والتأكيد على التزام مصر وحرصها على تنمية العلاقات بين البلدين لاستثمار ما يربطهما من علاقات قديمة تتميز بخصوصية شديدة تنبع من حجم المصالح المشتركة والتشابكات المختلفة التى تربط بينهما.

الرؤية المصرية الجديدة تجاه العلاقات مع الولايات المتحدة انعكست فى تصريحات ولقاءات الرئيس السيسى بالمسئولين الأمريكيين تؤكد تفهم الأمريكيين لحقائق الوضع فى مصر، ما يمهد الطريق للارتقاء بتلك العلاقات إلى مرحلة جديدة تتناسب مع المتغيرات الإقليمية والدولية الراهنة وما تفرضه من تحديات ومخاطر.

على الصعيد السياسى، شهدت العلاقات المصرية - الأمريكية تطوراً كبيراً ومرت بمراحل متعددة فى عهد الرؤساء السابقين لمصر، فى عهد «عبدالناصر» غلب طابع الاختلاف والصراع على العلاقة المصرية الأمريكية، وعلى النقيض من هذه الفترة، شهدت العلاقات فى عهد السادات درجة من التوافق الاستراتيجى فى الأهداف والوسائل وبلغت قمتها وصعودها بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد، وتطورت العلاقات المصرية الأمريكية فى عهد مبارك بشكل متفاوت، شهدت تبنى إدارة بوش الابن أجندة نشر الديمقراطية فى الشرق الأوسط، ومطالبات واشنطن للقاهرة بإغلاق الاتفاق مع غزة، وإعادة تأهيل الشرطة المصرية للتعامل مع حقوق الإنسان.

وبعد ثورة 25 يناير، وتحديداً فى سبتمبر 2011، أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون عن تقديرها للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذى كان مؤسسة للاستقرار وبعد ثورة 30 يونيو 2013 أصدرت الخارجية بالكونجرس بياناً اعتبرت أن الإخوان فشلوا فى فهم الديمقراطية بشكل حقيقى.

وفى يونيو 2014 فى عهد الرئيس السيسى أجرى الرئيس الأمريكى آنذاك باراك أوباما اتصالاً هاتفياً بالرئيس السيسى لتهنئته على تنصيبه رئيساً للجمهورية والتعبير عن التزامه بشراكة استراتيجية بين البلدين، مشدداً على استمرار دعم الولايات المتحدة للطموحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للشعب المصرى واحترامه لحقوقه العالمية.

كما قام الرئيس السيسى بزيارة واشنطن فى أبريل 2017، واستقبله خلالها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالبيت الأبيض.

وبالنسبة للعلاقات الاقتصادية بين مصر وأمريكا، تعبر الولايات المتحدة أكبر شريك اقتصادى لمصر منذ أواخر حقبة السبعينيات، ويمثل كل من النفط والمنتجات البترولية أكبر حصة من الصادرات المصرية للولايات المتحدة، كما تشكل المنتجات الزراعية والآلات الصناعية أكبر شريحة من الواردات الأمريكية لمصر.

كما تربط مصر وأمريكا علاقات عسكرية وتعد واشنطن أكبر الدول المانحة لمصر للمعونات العسكرية، كما نفذت قوات الدولتين تدريبات مشتركة بنطاق المياه الإقليمية بالبحر الأحمر.

مصر على اتصال دائم مع الإدارة الأمريكية سواء من خلال البعثتين الدبلوماسيتين فى القاهرة وواشنطن أو من خلال الاتصال على مستوى المسئولين، سواء كبار المسئولين أو على المستوى الوزارى، وتتناول الاتصالات طرق الاهتمام بالعلاقات على المستوى الثنائى ووضع الآليات للمستقبل لإدارة هذه العلاقات والحديث حول القضايا الإقليمية التى تحظى باهتمام البلدين.

مصر حليف استراتيجى مهم للولايات المتحدة الأمريكية، وذلك يرجع لموقع مصر الاستراتيجى والعنصر البشرى والثقل السياسى والتاريخى، وترى واشنطن أن مصر ضامن أساسى للاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط بما تمتلكه من علاقات متوازنة مع الفواعل الأساسية فى المنطقة.