رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

عرفت العديد من دول العالم حكومة الظل، وهى حكومة غير موجودة على الخريطة التنفيذية ومهمتها توجيه النقد للحكومة القائمة، وتعرف فى بريطانيا بـ«المعارضة الوفية»، وتشكل من قبل حزب غير مشارك فى الحكومة التنفيذية، وفى حالة سقوط الحكومة، تكون حكومة الظل جاهزة لتكليفها من قبل رئيس الجمهورية أو الملك، وعادة ما تكون من الحزب الثانى فى البلد، مثل أن يشكل الجمهوريون حكومة ظل فى عهد الحزب الديمقراطى الأمريكى، أو حكومة ظل للمحافظين فى عهد حزب العمال البريطانى.

لا يعرف تاريخ محدد لظهور مصطلح حكومة الظل، إلا أن هذا المصطلح ظهر فى أواخر القرن الـ19 فى بريطانيا، حيث اعتاد أعضاء الحكومة المهزومة فى الانتخابات الاجتماع لقيادة المعارضة ضد الحكومة الجديدة، وفى الخمسينيات من القرن الماضى أصبحت حكومة الظل جزءاً أساسياً من العملية السياسية فى بريطانيا، ويطلق على حكومة الظل فى بريطانيا وكندا وأستراليا «المعارضة الوفية لجلالتها» فى إشارة إلى الملكة «إليزابيث» نظراً لأن وظيفة تلك الحكومة هى معارضة الحكومة الموجودة فى الحكم، فى حين يطلق على تلك الحكومة فى دول أخرى مثل نيوزيلندا، اسم «المعارضة البرلمانية».

وتضم حكومة الظل أعضاء من الأحزاب المعارضة للحزب الموجود فى السلطة، وتعمل على أن تظهر نفسها كبديل للحكومة الفعلية فى الانتخابات المقبلة، وعادة ما يكونها أكبر الأحزاب المعارضة فى الدولة، وتضم أعضاء من الحزب، يمثلون كافة الحقائب الوزارية، يعملون على نقد تصرفات الحكومة الفعلية، واقتراح سياسات بديلة لسياساتها، بما يجذب أفراد الشعب لها، ويساعدها فى الانتخابات المقبلة، وحكومة الظل تعتبر صورة سامية من صور الديمقراطية، وتجنب تهميش الآخر، وتدفع الحياة السياسية للأمام، وتدفع جميع الأطراف إلى العمل من أجل خير أوطانهم، ولا توجد حكومة الظل فى الديكتاتوريات.

منذ أيام أعلن الدكتور عبدالسند يمامة رئيس حزب الوفد، عن إعادة حكومة الظل الوفدية من جديد مستنداً فى ذلك على الدور التاريخى لحزب الوفد الداعم لاستقرار الدولة المصرية، للعمل على وضع رؤى جديدة من خلال شخصيات وطنية مؤهلة، يتم اختيارها بعناية للتصدى لأى سلبيات تظهر فى أداء الجهاز التنفيذى، وتقديم السياسات البديلة، فى إطار سياسة الوفد المنحازة للقيادة السياسية فى بناء الجمهورية الجديدة ودولة المواطنة وليس مجرد النقد.

ويعتبر الوفد، حكومة الظل الوفدية جزءاً أساسياً من العمل الحزبى، وضرورة يفرضها الواقع الحالى لوجود الكثير من المشكلات التى تحتاج إلى ضخ أفكار جديدة لحلها.

مفهوم حكومة الظل ظهر فى مصر قبيل ثورة عام 1952 فى ظل النظام الملكى وكان حزب الوفد ضالعاً فى طرح الفكرة، وعندما قامت الثورة، وتم إلغاء الأحزاب لم تظهر حكومة الظل مرة أخرى بسبب غياب التنشئة السياسية للشباب وعدم وجود الكوادر القادرة على إدارة ملفات كبيرة، وظهرت حكومات الظل بعد ثورة 25 يناير وثورة 30 يونيو وكان متصدرها حزب الوفد. حزب الوفد يمارس سياسة المعارضة الوطنية، فهو لا يعارض من أجل المعارضة، ولا يتبنى النقد الهدام، ولا يلجأ للمكايدات السياسية مع السلطة لتقويض عملها وإحراجها أمام الرأى العام، ولكنه يمارس المعارضة الإيجابية انطلاقاً من مرجعية وطنية، توخياً لتحقيق التنمية الشاملة، وإرساء دعائم الديمقراطية من منطلق المسئولية التى تعلو فيها مصلحة الوطن فوق أية اعتبارات فئوية أو حسابات حزبية ضيقة، ويتفانى حزب الوفد فى دعم الدولة وتقديم المشورة من منطلق خبراته المتراكمة لتعزيز قوة وتوازن النظام السياسى الذى ينطلق من تمكين القوى المعبرة عن الأغلبية من الحكم، مع إفساح المجال لممثلى الأقلية لمباشرة حقهم الأصيل فى المعارضة الإيجابية، هدف الوفد وهو يمارس السياسة المعتدلة التى ينحاز فيها إلى الدولة بأن المعارضة السياسية الإيجابية هي الطريق لتحقيق مبدأ تداول السلطة كما ورد فى المادة الخامسة من الدستور والتى تؤكد على قيام النظام السياسى على أساس التعددية السياسية والحزبية، والتداول السلمى للسلطة.