عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

 أعياد الكريسماس، من المواسم المهمة لعرض عشرات الأفلام الجديدة فى أمريكا والغرب عموماً.. مثلما يحدث عندنا فى رمضان وعيد الأضحى.. ولا تختلف الناس هنا وهناك فى الاحتفال بالأعياد.. والبشر كلهم واحد فى حب الهدايا والعيدية والاستمتاع بالأنتخة فى الإجازة والفسح ودخول السينما!

ولذلك تستعد ستوديوهات هوليود قبل الهنا بسنة، وتعمل شركات الإنتاج هناك على صناعة الأفلام قبل موسم الأعياد بشهور، مثلما تفعل شركات الانتاج عندنا وخصوصا بالطبع المسلسلات الرمضانية.. وسباق الشركات فى انتاج أفلام هوليود لا يختلف كثيرا عن سباق شركات انتاج المسلسلات عندنا للحاق بالموسم الرمضاني!

وعمومًا فى مواسم الأعياد تتسابق كل الشركات مع بعضها البعض لعرض بضاعتها وتسويقها وبيعها قبل الآخرين.. فهل هناك أفضل من مواسم الأعياد للبيع والشراء؟.. بيع وشراء كل شيء من أول لعب الأطفال ومرورا بالأجهزة الكهربائية والتكنولوجية وحتى السيارات والبيوت.. الشركات والمصانع تشتغل وتنتج والكل يعمل ويبيع ويكسب وسط منافسة شديدة بينهم تصب فى النهاية لصالح المواطن.. ولكن عموما لا أحد يخرج من هذا الموسم خسران.. حتى الحكومات ومصالح ضرائبها يطلع لها نصيب من المبيعات.. فالكل كسبان والكل مستمتع والإجازة لذيذة ولطيفة والكسل فيها أحلى من العسل!

طيب لماذا يكون المواطن فى أعيادنا هو الخاسر الوحيد.. هو الذى يدفع ولا يستمتع، وهو الذى يشترى أردأ البضائع بأغلى الأسعار.. أفلام أو لعب أطفال أو حتى سيارات.. والتجار عندنا يكسبون بأقل تكلفة، وبأرخص بضاعة، والإدارات الحكومية المعنية بمراقبة الجودة ومدى مطابقة المنتجات للمواصفات لا يهمها سواء كانت مطابقة أو غير مطابقة، المهم أن ضريبة المبيعات والقيمة المضافة ورسوم التنمية وضريبة الملاهي.. وغير ذلك، يتم تحصيلها من التاجر، والتاجر يأخذ ضعفها من جيب المواطن، ولا يهم بعد ذلك رضا أو عدم رضا المواطن المهم الحصيلة تكون كبيرة حتى ولو على حساب جيبه الفارغ اصلاً.. طالما أنا راضى وأنت راضى مالك انت يا قاضي!

ومن هنا جاءت فكرة التنزيلات فى المحلات بأمريكا والغرب.. وما يطلقون عليها الجمعة السوداء، فقد كان التجار وأصحاب الشركات يسجلون كل شيء فى الدفاتر.. المكسب باللون الأسود، والخسائر باللون الأحمر.. ولأن فى موسم الأعياد تتزايد مبيعاتهم وأرباحهم فتكون الأرقام فى دفاترهم وسجلاتهم كلها باللون الأسود والدنيا لطيفة والمكاسب ظريفة.. ولأن الشركات هناك تحاول إرضاء الزبون والذى هو على حق عندهم دائما وعندنا على باطل وخسران دائما.. قرروا مشاركة الزبون فى ارباحهم بعمل يوم للتنزيلات الكبرى والحقيقية.. وفى هذا اليوم يبيعون الكثير من البضائع بنصف ثمنها وبخصومات تصل إلى 70 و80%.. ورغم ذلك يكسبون ولا يخسرون.. وليس بالضرورة أن تكون المكاسب مادية فقط، ولكن تقليل الخسارة يمكن أن يكون مكسب.. بمعنى أن تصريف البضائع وعدم تراكمها بالمخازن حتى موسم الأعياد التالى مكسب.. لأن التخزين يكلفهم الكثير وأيضًا لن يقبل عليها أحد لأن الإنتاج الجديد بالمصانع لا يتوقف..  وفى النهاية البيع المستمر حتى بهامش ربح قليل يعتبر مكسبا.. وهكذا يخرج البائع والمشترى والحكومة من المولد بالحمص!

ونحن حقيقة نفتقد لهذا الأمر وثقافة الفقر تسيطر على تفكيرنا.. وصاحب المصنع والموزعون والتجار يريدون بيع أردأ بضاعة بأعلى سعر ويكسبون من أول السنة إلى أخر يوم فى السنة.. ولا يهمهم المواطن وهو الخاسر الوحيد طوال السنة!