عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

مشاهدة مونديال العالم هذا العام كان له نكهة ومذاق خاص بطعم المحبة والسلام، لأن الدولة المضيفة لكأس العالم هى دولة قطر العربية الشقيقة التى أرسلت من خلال التنظيم الراقى للمسابقة رسالة سلام إلى العالم مفادها أن العالم العربى قادر على منافسة العالم الغربى فى تنظيم هذه البطولة العالمية واستقبال فرحة العالم المتقدم الذى كان يحتكرها خلال 21 نسخة منذ عام 1930.

مبروك للشعب الشقيق قطر ومبروك لأميره هذا النجاح الذى خطف قلوب وعقول مليارات البشر الذين تابعوا المونديال فى النسخة 22 على أرض دوحة العرب التى استضافت 32 فريقًا من القارات الست للمنافسة على كأس العالم مما جعلها محط أنظار العالم.

مونديال «قطر» وحد العرب، وأشادت الصحافة العربية والقطرية بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى حفل افتتاح المونديال بدعوة من أمير قطر تميم بن حمد، وأكدت أن وجود الرئيس السيسى فى حفل الافتتاح كان إشارة وتأكيدًا على دعم مصر الرسمي- قبل الجماهيري- للشقيقة قطر فى مهمتها التاريخية.

أوفت قطر بكل الوعود التى قطعتها على نفسها بتنظيم مونديال استثنائى ونسخة غير مسبوقة فى تاريخ كأس العالم، ما قدمته قطر حتى الآن للبطولة العالمية التى تستضيفها على أرضها يشكل أبلغ رد على الحملات التى كانت تريد التقليل من إمكانياتها وإنجازاتها. ورغم بذل قطر قصارى جهدها لإقامة بطولة على مستوى عال من الاحترافية، فإنها لم تخرج عن مبادئها الأخلاقية المستمدة من التقاليد العربية، كما تؤكد مسيرة التطور التى تشهدها أنها جديرة بهذا الاستحقاق الرياضى البارز الذى يعتبر أفضل بطولة فى كأس العالم منذ انطلاقه.

ومكن التنظيم الجيد للمونديال المشجعين من مشاهدة أكثر عدد من المباريات، وهو ما لم يحدث فى البطولات السابقة.

قدمت قطر حلولًا مبتكرة وغير مسبوقة لاستضافة المونديال، تشمل إنشاء ملعب 974 من حاويات الشحن، الذى يسهل تفكيكه بعد انتهاء الحدث الكروى العالمى وإرساله إلى دولة أخرى، وألقى نجاح دولة قطر فى تجسيد حلم استضافة بطولة كأس العالم بثقله على الساحة الدولية باعتباره تجربة ملهمة جديرة بالتقدير ليس فقط على المستوى العربى، وإنما على المستوى العالمى، ولا يأتى هذا التوصيف من جماهير الساحرة المستديرة الذين توافد الآلاف منهم إلى الدوحة مع انطلاق المونديال فحسب، بل من كبار المسئولين الدوليين الذين لمسوا بشكل مباشر منذ افتتاح البطولة تنظيمًا استثنائيًا يجسد وفاء قطر بوعودها ويعكس افتخارها بمبادئها العربية والإسلامية المتأصلة، وكذلك إيمانها بقدرة الرياضة وكرة القدم تحديدًا على التقريب بين الشعوب، وتوحيد العالم بمختلف ثقافاته بمكان واحد وسط أجواء ممتازة ورسائل سامية بعثت بها دولة قطر فى هذه المناسبة العالمية.

عملت قطر فى إطار استراتيجيتها لاستضافة المونديال على إرساء معايير عالمية فى مجال المحافظة على البيئة تشكل نموذجًا يحتذى فى البطولات العالمية الكبرى، علاوة على بناء إرث مستدام يعود بالنفع على الأجيال المقبلة، وأن تكون لها بصمتها الخاصة فى مجال الطاقة المتجددة والتركيز على أى التزام أو إجراء فى مجال خفض الانبعاثات الكربونية على أسس علمية مستندة إلى نتائج بحثية دقيقة وذلك فى جميع مشاريع البنية التحتية المتعلقة بالبطولة بالإضافة إلى مشاريع الملاعب الثمانية المخصصة لاستضافة منافسات المونديال، ونجحت قطر على امتداد فترة استعداداتها لتنظيم الحدث الرياضى الأبرز فى العالم فى تنفيذ العديد من البرامج والخطط الفعالة للحد من انبعاثات الكربون المضر بالصحة والمناخ ولاقت استحسانًا ودعمًا محليًا ودوليًا.

تشير التقديرات إلى أن المونديال سيدر على قطر حوالى 9 مليارات دولار من الأرباح تأتى معظمها من الإنفاق السياحى والأنشطة الاقتصادية المصاحبة له، وهو ما يمثل نحو 1٪ من الناتج المحلى لقطر، كما تشير التوقعات إلى أن هذا المونديال سيكون الأغلى منذ بطولة المسابقة فى عام 1930 من حيث التكلفة فقد تتجاوز التكلفة 220 مليار دولار، نجحت قطر فى فرض الثقافة العربية والقيم الحقيقية فى كل شيء متعلق بالبطولة، وكانت على مستوى الحدث فى الافتتاح الاسطورى الذى أبهر العالم عبرت فيه عن الثقافة العربية والإسلامية فى أبهى صورها، مستخدمة التكنولوجيا والبساطة فى آن واحد، لتمرر من خلال هذه الاحتفالية كل الرسائل التى أرادتها بصورة سلسة وسهلة من خلال الإبهار.

ختام فعاليات المونديال يوم 18 ديسمبر سيكون ناجحًا أيضاً، وتم اختيار موعده بالتزامن مع احتفال قطر باليوم الوطنى، كما كان موعد الكشف عن شعار البطولة بالتزامن مع يوم الاستقلال.