عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

 

وعى المصريين وصل إلى مرحلة النضج، بعد مرورهم بعدة اختبارات أثبتوا فيها انحيازهم لاستقرار الدولة والالتفاف حول القيادة السياسية والمؤسسات الوطنية بهدف البناء والتنمية، ورفضهم دعوات الضلال والتخريب التى وجهها لهم «أهل الشر» على مدى السنوات السابقة منذ قيام ثورة 30 يونيه عام 2013.

على مدى السنوات العشر الماضية بعد إسقاط حكم المرشد، واجه أكثر من 100 مليون مصرى حربًا شعواء اعتمدت على المعلومات، ليست حربًا بأسلحة ولا عبوات ناسفة أو أحزمة وسيارات مفخخة، ولكنها حرب الجيل الرابع التى شنتها الجماعة الإرهابية من خلال بث الأخبار المفبركة من خلال منصات إعلامية بالخارج تدفع فيها ملايين الجنيهات لتوصيل شائعات إلى المصريين تحبط من عزيمتهم، وتؤدى إلى الوقيعة بينهم وبين الدولة، لتحقيق أهداف قريبة وهى إسقاط نظام الحكم، وتحقيق أهداف بعيدة وهى إفشال الدولة وإسقاطها، وإعادة نظام الحكم الضال الذى ثار ضده المصريون وخرجوا بالملايين إلى الشوارع يطالبون بإسقاطه وانحازت إليهم القوات المسلحة وتم وضع خارطة طريق جديدة حتى تسترد الدولة عافيتها، ثم خرج المصريون مرة أخرى يطالبون وزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسى بخوض الانتخابات الرئاسية لثقتهم فى أنه القادر على إعادة ما خربه الحكم الفاشى الذى جثم على صدر البلاد، وما سبقه من حكم فاشل أغرق البلاد فى الديون والبطالة، وانحاز إلى فئة الأغنياء، وتجاهل الفقراء، وتركهم فريسة للجهل والمرض.

الخروج المتكرر من المصريين كان هدفه مصر الآمنة المستقرة، دولة المواطنة التى لا تفرق بين أحد من أبنائها على أى مستوى، حتى اللاجئون أخذهم المصريون أشقاء وأصدقاء لهم وحصلوا على نفس حقوق أهل البلد، وكما خرج المصريون لإسقاط الحكم الإرهابى، خرجوا أيضاً لمنح السيسى تفويضاً لمحاربة الإرهاب، فكانت العملية سيناء التى جففت منابعه، وكشفت مموليه، وتبين أنهم دول وأجهزة عالمية كانت تطمع فى الاستيلاء على مصر، وتقسيمها فى إطار خطة الشرق الأوسط الجديد، وجعل مصيرها مثل بعض الدول المجاورة، التى سقطت فى بحور الدم والخلافات المعقدة، والتقسيم اللا إرادى، ودفع الشعب الثمن فى التهجير والمعاملة السيئة فى بلاد أوروبا كلاجئين فى خيام تختلط فيها الحياة الخاصة وتتعرى فيها الإنسانية والكرامة.

نجت مصر من المؤامرة ونجا المصريون من حياة الخيام بفضل الوعى أولاً، وبفضل فيتامين الثقة الذى تغذوا عليه من خلال نظام حكم اختاروا قائده بإرادتهم الحرة من خلال طلب تكليف للرئيس السيسى وهو الحكم القائم على المصارحة والمكاشفة والشفافية، وشرح كل خطوة تتم للمصريين بسلبياتها قبل إيجابياتها كما حدث عندما قرر الرئيس السيسى تطبيق الإصلاح الاقتصادى، وكانت الحكومة متخوفة من هذه الإجراءات على شعبية الرئيس، ولكن الرئيس أصر على تطبيقه، وفضله على شعبيته لأنه كان الحل الوحيد لعبور أزمة كادت تطيح بكل الآمال فى العبور إلى شاطئ الأمان. وتحمل المصريون أعباء الإصلاح الاقتصادى برضاء تام لثقتهم فى الرئيس السيسى وازدادت شعبية الرئيس من قبل نجاح الإصلاح الاقتصادى، وكان هذا الإصلاح سبباً فى صمود الاقتصاد المصرى أمام جائحة كورونا وأمام الأزمة الاقتصادية العالمية.

فى 11/11 ضرب المصريون أروع الأمثلة فى نضج الوعى عندما نصبوا كميناً لأهل الشر الذين دعوهم إلى التظاهر فى هذا اليوم، بعد فترة طويلة من الشحن الإعلامى من خلال أبواق الضلال المأجورة والممولة من الخارج، كان يديره بعض الفشلة الهاربين إلى أوروبا من جرائم ضد أمن الدولة وجرائم عنف وقتل وبلطجة، واختاروا مواخير أوروبا لبث شائعات بقصد الوقيعة بين المصريين بعضهم البعض والوقيعة مع الدولة، واكتشف المحرضون أن المصريين ملتفون حول أجهزة التليفزيون فى منازلهم وفى النوادى والمقاهى ينتظرون خروج المتظاهرين واكتشفوا أنهم ينتظرون أنفسهم، وامتلأ الفضاء الخارجى بتعليقات الشباب المصرى التى كانت تحمل التريقة والتشفى فى أهل الشر، الذين لم يستجب أحد لدعواتهم، فسقطوا سقوطاً مدويا أمام الانتصار الكبير الذى حققته مصر من نجاح فى تنظيم مؤتمر المناخ بشرم الشيخ فى حضور رؤساء الدول وآلاف المشاركين.

وعى المصريين الذى بلغ حد الرشد كان العامل الكبير وراء المشروعات العملاقة التى أقامتها الدولة خلال السنوات الماضية ووراء الاستقرار الذى كان الدافع الأول لتدفق الاستثمار، ووراء النجاح الذى تحققه القوات المسلحة والشرطة فى مواجهة الإرهاب والتطرف، كما وصل وعى المصريين حد التوهج وهم يواجهون أعباء الأزمة الاقتصادية العالمية التى ضربت أسواق جميع السلع ومعها جيوب المواطنين لثقتهم فى أن الدولة لا تدخر جهداً فى سبيل التخفيف من حدتها والعبور منها، ويبقى المصريون لمصر، ومصر لكل المصريين، ويموت أهل الشر بغيظهم، أو يعيشون أذلاء أمام وعى الشعب المصرى.