رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

 

 

 

 

يخطئ من يتصور أن ما حققه المنتخب السعودى فى مونديال قطر من أداء أبهر العالم يقتصر على كرة القدم فقط.. ولكن الحقيقة أن ما حدث هو جزء من منظومة متكاملة تحدث على أرض السعودية.. منظومة فى السياسة والاقتصاد والسياحة والثقافة.. منظومة فى الخدمات والرقمنة وجودة الحياة.

إن ما حدث فى السعودية بين قمتين أمر يتطلب المزيد من التأمل والدراسة.. فما بين قمة جدة فى يوليو الماضى والقمة الصينية فى ديسمبرالحالى أحداث ووقائع كثيرة سواء على المستوى الدولى أو المحلى.. ما بين القمتين 5 أشهر من الزمن وأحداث تاريخية يمتد تأثيرها سنوات طويلة.

ففى قمة جدة جاء بايدن إلى المملكة فى زيارة هى الأولى من نوعها فى الشرق الأوسط وذلك وسط اهتمام إعلامى غير مسبوق.. الزيارة جاءت فى توقيت حرج وأحداث مزلزلة يعيشها العالم فى أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية.. كما ناقشت ملفات ساخنة قلت وقتها إن سيد البيت الأبيض لن يكون قادراً على حسمها وهو ما حدث بالفعل.. القمة التاريخية عززت من دور المملكة السياسى وأجبرت بايدن على أن ينقلب على ما أشاعه من مواقف حادة تجاه المنطقة ودولها.. نزل الرئيس الأمريكى من كبريائه ورضخ للمملكة وملكها وأيقن أن موقفه سيكلفة الكثير.. من هنا كانت القمة علامة مهمة فى الأحداث السياسية والإعلامية الأخيرة.

قمة جدة دفعت بايدن إلى التلاعب بالألفاظ وأخذ يتحدث عن توجيه العلاقات وليس قطعها.. رسالة القمة كانت قوية ومؤثرة أهمها أنها وضعت شروطا جديدة للعلاقة بين المملكة والولايات المتحدة وأن النفط مقابل الأمن أصبح نموذجاً اختزالياً عفا عليه الزمن.

فى اعتقادى أن قمة جدة كانت تاريخية بكل المقاييس.. سواء فى الأحداث التى سبقتها أو فى وقائعها ونتائجها خاصة أنها جمعت بين رئيس الولايات المتحدة وقادة السعودية والمنطقة فى حدث استثنائى ورسخت لمرحلة جديدة بمعطيات جديدة كانت المملكة فيها رقماً مهماً فى المعادلة العالمية.

وبعد أقل من 5 أشهر من قمة جدة تأتى قمة أخرى مع رئيس الصين شى جين بينغ والتى ستنطلق الأسبوع القادم بحضور القادة العرب.. زيارة الرئيس الصينى إلى المملكة هو حدث تاريخى لا يقل أهمية عن زيارة الرئيس الأمريكى وإن كانت زيارة بايدن قد شهدت قمتين سعودية وعربية، فزيارة الرئيس الصينى ستشهد ثلاث قمم سعودية وخليجية وعربية..

القمم الصينية استدعت اهتمام العالم قبل أن تبدأ خاصة من جانب الولايات المتحدة التى شككت من الأصل فى الزيارة، وربما يرجع ذلك التشكيك إلى أمنية داخل نفوس الأمريكان بألا تنعقد هذه القمم التاريخية.

انتهت الترتيبات وستشهد أرض المملكة قمة لا تقل أهمية عن قمة جدة وسيكون العالم على موعد مع اجتماعات طرفها الأول المملكة ومصر ودول الخليج والدول العربية وطرفها الثانى ثانى أكبر قوة فى العالم.

فى اعتقادى أنه ليس بإمكان أى دولة أخرى غير السعودية القيام بهذا الدور المحورى فى السياسة العالمية.. ذلك الدور الذى يجمع قطبى العالم على أرضه فى أقل من 5 أشهر.

وفى اعتقادى أن محور القاهرة الرياض الذى يجمع بين أكبر دولتين فى المنطقة العربية والشرق الأوسط هما مصر والسعودية بعلاقاتهما التاريخية الضاربة بجذورها فى أعماق التاريخ، يعد المحرك الأساسى لكل الأحداث التى شهدتها المنطقة خلال الفترة الماضية وما سيحدث من ترتيبات سياسية خلال المرحلة القادمة.