رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

الصورة التى جمعت بين الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس التركى رجب طيب أردوغان وبينهما أمير قطر تميم بن حمد آل ثانى فى حفل افتتاح مسابقة كأس العالم فى الدوحة، كانت مفاجأة «المونديال» ولفتت العالم شرقه وغربه، واستحوذت على اهتمام الشعوب التى كانت تتابع حفل الافتتاح الذى شهده عدد من زعماء وقادة العالم.

حضور الرئيس السيسى هذا الحفل العالمى كان بدعوة من شقيقه أمير دولة قطر ولبى الرئيس الدعوة، واحتضن ستاد «البيت» بالدوحة الحفل، كما احتضنت الصورة التاريخية التى سجلتها الكاميرات والعدسات وتناقلتها وكالات الأنباء العالمية، وعلقت عليها الصحف العالمية والمحلية، وتحولت إلى حدث اهتم به قادة العالم.. حيث صافح الرئيس التركى رجب طيب أردوغان الرئيس السيسى وسط أجواء ودية، وأظهر أردوغان حفاوة كبيرة للسيسى، ومهد اللقاء إلى عقد قمة ثلاثية على هامش الاحتفال بين السيسى وأردوغان وتميم. هذا اللقاء الذى تم بين الزعيمين يكسر الجليد بين مصر وتركيا المترسب منذ سنوات ويذيب الخلافات المتراكمة ويعيد الروابط والعلاقات بين البلدين إلى عمقها التاريخي.

تعتبر زيارة الرئيس السيسى إلى قطر للمشاركة فى احتفالات افتتاح مسابقة كأس العالم هى الثانية له منذ توليه مسئولية قيادة مصر، حيث كانت المرة الأولى يوم 13 سبتمبر الماضى وبحث خلالها الرئيس السيسى مع شقيقه أمير قطر أهم محاور العلاقات الثنائية التى تجمع البلدين الشقيقين، فضلًا عن التشاور والتنسيق حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك خلال المرحلة الراهنة، التى تتطلب تضافر الجهود من أجل حماية الأمن القومى العربي. وجاءت هذه الزيارة تتويجًا لمسار التميز الأخير فى العلاقات بين الجانبين المصرى والقطرى، والروابط الأخوية التى تجمع بين البلدين الشقيقين، وناقش الجانبان سبل تعزيز أوجه التعاون الثنائى وتعظيم العلاقات التجارية والاقتصادية والاستثمارية المشتركة، وتبادل الرؤى بشأن تطورات القضايا العربية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث تم التوافق بشأن أهمية تعزيز التنسيق بين البلدين لتسوية سياسية مستدامة لأزمات المنطقة، وذلك كجزء أساسى من الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمى، وبما يحقق آمال الشعوب العربية فى العيش فى سلام واستقرار.

ثم شهد الرئيس السيسى وسمو أمير دولة قطر التوقيع على مذكرة تفاهم بين صندوق مصر السيادى للاستثمارات والتنمية وجهاز قطر للاستثمار، ومذكرة تفاهم فى مجال الشئون الاجتماعية بين وزارة التضامن الاجتماعى ووزارة التنمية الاجتماعية القطرية، ومذكرة تفاهم بشأن التعاون فى مجال الموانئ بين مصر وقطر.

وأجرى الرئيس السيسى حوارًا مع وكالة الأنباء القطرية «قنا» شدد خلاله على حتمية استعادة عدد من المبادئ والمفاهيم فى نطقتنا العربية، فى مقدمتها التمسك بمفهوم الدولة الوطنية، والحفاظ على سيادة ووحدة أراضى الدول، وعدم التعامل تحت أى شكل من الأشكال مع التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة.

وفى المقابل دعم الجيوش الوطنية والمؤسسات العسكرية، وكذلك تعزيز سلطة المؤسسات المركزية لعدم ترك أى مساحة أو فراغ لأى قوى خارج هذا الإطار للعبث بمقدرات الدول العربية وشعوبها وغلق الباب أمام أى تدخلات خارجية.

 ويمكن اعتبار اللقاء التاريخى بين الرئيس السيسى والرئيس التركى أردوغان فى قطر مقدمة مهمة وجيدة فى تقوية العلاقات بين البلدين بعد سنوات الجفاء، وبناء علاقات أكثر توازنًا واستقرار لصالح منطقة الشرق الأوسط، وحل القضايا الخلافية والملفات الشائكة.

فمصر التاريخ تعتمد فى علاقاتها مع الأشقاء على أنها علاقات عميقة ومتجزرة وممتدة عبر التاريخ، وتسعى مصر دائمًا لتطوير هذه العلاقات، وجعلها مستقرة.. هذا هو النهج المصرى سواء فى حالات الاتفاق أو الاختلاف. كما تتسم سياسة مصر الخارجية بالاعتدال والتوازن والانفتاح واستقلال القرار، ولها وجه واحد، وتتميز بعدم التدخل فى شئون الدول الأخري وعدم التآمر عليها، وهذا ما جعل علاقاتها مع دول العالم شرقه وغربه، قوية، ومتينة، ولم تتدخل فى الماضى ولا فى الحاضر، ولا فى المستقبل فى شئون أى دولة ولا يمكن أن تتآمر عليها.