رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

كانت العرب، فى الجاهلية وما بعدها، تعتبر ظهور شاعر موهوب ومبدع فى إحدى قبائلها من الأحداث المهمة التى تقام لها الأفراح والليالى الملاح، وتتفاخر به قبيلته أمام القبائل، وينتقل خبر ظهور نجم فى الشعر من قبيلة إلى أخرى، وكأنه أحد المقاتلين الكبار فى جيش القبيلة.. ونحن بعد آلاف السنين من هؤلاء العرب نتعامل مع الفنان المبدع وكأنه أراجوز لا يستحق التكريم!

 وتذكر كتب السير والروايات أن نبوغ شاعر فى قبيلة كانت سببًا لأن تشد الرحال إليها القبائل لتهنئتها؛ لأن بالشعر تخلّد وتمجّد القبائل تاريخها وبطولاتها.. وكان العرب لا يهنِّئون بعضهم البعض إلا بغلام يولَد، أو شاعر ينبغ، أو فرس تلد!

ولا يعلم النائب البرلمانى الذى سأل الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الحكومة، بعد تكريم وزير للفنانة لبلبة، أن شعراء العرب أمثال أبو العلاء المعري، وأبو الطيب المتنبي.. وأبو نواس، وعنترة، وعروة بن الورد.. وغيرهم هم الوحيدون الذين يذكرهم التاريخ.. ولم يحظَ سلطان أو ملك بمكانة مرموقة فى التاريخ مثل هؤلاء الشعراء، وأن كل ما عرفناه وتبقى من العرب هم هؤلاء الشعراء.. بل إن بعض سلاطين وملوك العصور العربية القديمة نخجل من ذكر أسمائهم بينما الشعراء هم الوحيدون الذين نتفاخر بهم جيلًا بعد جيل منذ مئات السنين!

الفنان هو ضمير الأمة، سواء كان كاتبًا أو رسامًا أو نحاتًا أو ممثلًا أو مطربًا.. ثورة 19 لم تبق حتى الآن فى ضمير الأمة سوى بأغنيات سيد درويش، وثورة يوليو مازلنا نردد أغانيها من ابداعات صلاح جاهين وكمال الطويل وعبد الحليم حافظ.. كل هؤلاء الفنانين لم يختلف عليهم بينما اختلفنا على الزعماء والسياسيين للثورتين ولكل الثورات الأخرى!

ولذلك النائب البرلمانى الذى اعترض على تكريم وزارة التعليم للفنانة «لبلبة» هو يقود معركة خاطئة فى المكان الخطأ.. ودفاعه عن أموال الموازنة العامة للدولة التى يرى أن وزارة التعليم تهدرها فى التكريم، هو دفاع فى غير محله، وإذا أراد الدفاع حقيقة عن أموال الدولة هناك وقائع كثيرة أخرى كان من المفترض أن يكون قويًّا فيها لحماية أموال الدولة!

وللأسف.. لازال الكثير لا يدرك أهمية الفن المصرى والفنانين المصريين كقوى ناعمة فى المنطقة، قاموا بأعمال وأدوار مهمة للدولة المصرية أفضل ألف مرة من السياسة وعشرات السياسيين!

وأعتقد أن ما قام به الفيلم المصري، والأغنية المصرية على مدى التاريخ المصرى الحديث والمعاصر، فى تعزيز العلاقات بين الشعب المصرى والشعوب العربية، وكذلك على مستوى العلاقات الرسمية، كان أقوى مما فعلوه الكثير من السياسيين والزعماء!

[email protected]