عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بصرف حافز مادى استثنائى لصالح الأسر والأفراد المستفيدين من صندوق تكريم الشهداء، وحصر شهداء مصر فى الحروب السابقة بداية من عام 1948 لدراسة ضمهم إلى قوائم المستفيدين من مزايا وخدمات الصندوق، هو أقل ما يقدم للشهداء الذين سطروا بدمائهم تضحيات سيتوقف التاريخ أمامها طويلا إجلالا واحتراما، وتجعل الأجيال اللاحقة تتفاخر وتتحاكى ببطولاته كما تؤكد أن مصر لا تنسى أبناءها المخلصين، فلولا تلك الدماء الزكية الطاهرة التى سالت فداء لأمن الوطن وجعلتنا نعيش آمنين مطمئنين ما كان يمكن توفير المناخ الآمن المستقر لمصر لتنطلق نحو تحقيق التنمية الشاملة التى تجرى فى ربوع الوطن، ولما كان الماضى زاخراً بأمجاد الأجداد، وما كان الحاضر مصحوبا بإنجازات الأحفاد.

القوات المسلحة المصرية هى الضامن الحقيقى لأمن البلاد، وهى جزء أصيل من هذا الشعب، وانحيازها إليه دائما فى إطار عقائد استراتيجية راسخة، وعلى مر العصور حظى الجيش المصرى بمكانة عظيمة واحترام شعبى ودولى لتاريخه العريق، ودوره الوطنى داخليا وإقليميا وعالميا، ولم يكن الجيش المصرى يوما مجرد أداة للحروب بل كان نواة للتنمية الشاملة وقاطرة للتحديث بالمجتمع والبوتقة التى تنصهر بها كل الخلافات لتحقيق الاندماج الوطنى واليد المصرية القوية.

ورجال القوات المسلحة الباسلة الذين عانقوا بهاماتهم قمة المجد، زرعوا فى تراب الوطن الغالى أزهار الحرية التى يفوح منها عبق الشهادة وعطر الانتصار وسطروا فى كتب التاريخ صفحات مشرفة تقود الأجيال إلى درب البطولة والتضحية والفداء ليسيروا عليها بخطى واثقة نحو تحقيق النصر، فلم تتغير عقيدة الجندى المصرى وهو مؤمن بالحفاظ على أرضه، لأن القضية مرتبطة بشرفه، وهذه غريزة طبيعية تتلخص فى أن الأرض «عرض»، وتنمو هذه الفكرة بداخل الجندى منذ النشء، ومن الصعب أن توجد هذه العقيدة فى أى جيش آخر، وهذه هى كلمة السر لقوة وصلابة الجندى المصرى.. هذا الجندى الذى لا يعرف المستحيل ولا يهاب الموت ولا سبيل أمامه إلا خياران لا ثالث لهما: إما الشهادة أو النصر.

إن نبل الشهادة شرف عظيم يتمنى أن يناله جميع أفراد القوات المسلحة، وهذا ما نراه من حرص وتسابق الأبطال لنيل هذا الشرف، فكل فرد فى القوات المسلحة على استعداد للتضحية بنفسه من أجل الحفاظ على الأرض. نحن نعيش آمنين، وأسود قواتنا المسلحة على الحدود وأبناء الشرطة فى الشوارع دروع بشرية وجبال شامخة، أقسموا على حماية مصر وشعبها، وأقسموا على الولاء والتضحية التى لا تقدر بثمن، هم من خيرة شباب الوطن يواجهون الخطر والتهديدات بقلوب آمنة ومطمئنة، وهناك أسر مصرية وهبت فلذة أكبادها، وزوجة ضحت بسعادتها وراحة بالها، وقبولها أن تكون زوجة تحارب فى بيتها وتربى أجيال المستقبل نيابة عن زوجها وتنتظر فى كل لحظة قدومه إليها، ومع كل إشراقة شمس تتوقع أن بشارة الشهادة لزوجها قد تطرق بابها فى أى لحظة.. وهناك أطفال صغار ينتظرون والدهم للاحتماء فى حضنه، وينعمون بالدفء.. إنها حياة من ارتضوا أن يكونوا أحياء عند ربهم يرزقون.

لقد حمت القوات المسلحة المصرية الدولة من كل شر وسوء، ليس بالدم فقط فى مواجهة الإرهاب والعدوان والاستعمار فى السابق فقط، بل تصدت أيضا لإدارة التنمية مع الحكومة، وشاركت بجميع إمكاناتها وقدراتها فى تنفيذ العديد من المشروعات التنموية والخدمية لدعم خطط التنمية الشاملة فى جميع ربوع الوطن ما خفف العبء عن كاهل المواطنين، واستطاعت أن تحقق الأمن الاقتصادى والأمن الاجتماعى بجانب الأمن العسكرى.

ومنذ أن تولى المشير عبدالفتاح السيسى منصب وزير الدفاع والقائد الأعلى للقوات المسلحة، وضع نصب عينيه تطوير وتحديث القوات المسلحة والانفتاح على أغلب دول العالم التى تتميز بالتصنيع العسكرى وتزويد القوات المسلحة بأحدث ما توصل إليه العلم الحديث فى هذا المجال.

وعندما تولى «السيسى» منصب رئيس الجمهورية، وضع الاستراتيجية الشاملة للتسلح لحماية الحدود والسواحل والأهداف الاقتصادية المصرية. كما وضع الرئيس السيسى أسر شهداء القوات المسلحة والشرطة فى عقل وقلب مصر، وتعهد لهم بألا يتركهم يواجهون الحياة وحدهم، وان مصر ستكون معهم فى كل خطوة تخطوها، وخاطب أسر الشهداء خلال الاحتفالات التى تقام بيوم الشهيد قائلاً: إذا كنتم قد فقدتم فردا عزيزا غاليا من أهلكم فإننى أؤكد لكم أن مصر كلها أهلكم.

إن تكريم الرئيس لأسر الشهداء ومنحهم حوافز مادية من صندوق تكريم شهداء وضحايا ومفقودى ومصابى العمليات الحربية الذى أقره مجلس النواب هو تقدير من الوطن لأبنائه المخلصين وترسيخ لقيم الوفاء لأسرهم.

رحم الله شهداء الوطن، ودعواتنا للمصابين بالشفاء، وحمى الله قواتنا المسلحة والشرطة المصرية وسدد خطاهما فى ردع كل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن.