رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

«على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء، أنا مصر عندى أحب وأجمل الأشياء، بحبها وهى مالكة الأرض شرق وغرب، وبحبها وهى مرمية جريحة، بحبها بعنف وبرقة وعلى استحياء، أسيبها واطفش فى درب وتبقى هى فى درب، وتلتفت تلاقينى جنبها فى الكرب» (صلاح جاهين).

حب مصر هو الذى جعل أكثر من 33 مليون مصرى ينزلون إلى الميادين يوم 30 يونيه عام 2013 للمطالبة بإسقاط حكم الإخوان، وحب مصر أيضاً هو الذى جعل 100 مليون مصرى يرفضون دعوات الفوضى التى وجهتها إليهم اللجان الإلكترونية للإخوان يوم 11/11/2022 للنزول إلى الميادين لإشعال نار الفوضى والوقوف فى وجه القيادة السياسية لغرض فى نفس أهل الشر وهو سقوط الدولة فى دوامة الانقسامات.

المصريون يوم الجمعة 11/11/2022 رسموا أروع صورة فى الانحياز للأمن والاستقرار، وأثبتوا أن الأمم تحيا برجالها وبشعبها، وأكدوا أن مصر لا تبدأ من مصر القريبة، إنها تبدأ من أحجار طيبة.. ثوبها الأخضر لا يبلى.. إذا خلعته رفت الشمس ثقوبه!

جميع القوى الوطنية عبَّرت عن وطنيتها فى وجه التخريب، وشيعت أهل الشر إلى مثواهم الأخير فى مزبلة التاريخ، وأسدلت ستار النهاية الأبدية على جماعة الخيانة والعار، ولقنت أصحاب الأبواق المأجورة درساً فى الوطنية بأن الأوطان لا تباع ولا تشترى لأنها تتربع داخل صدور شعوبها لا تفارقهم إلا بالموت.

انتهى الدرس يا أغبياء، المصريون ضبطوكم وأنتم تقومون بتقسيم التركة بعد 25 يناير، وأقسموا فى 30 يونيه بألا يكون لكم مكان فيها، وعندما اعتقدتم بأنكم تلعبون استغماية، حاولتم التعامل مع شعب صاحب أكبر حضارة فى التاريخ على أنه لم يبلغ حد الفطام، وسعيتم لتحويله إلى قنابل موقوتة فى الشوارع تحرق المستقبل الذى يبنونه لأبنائهم رغم المصاعب الاقتصادية التى يمر بها العالم، اكتشف هؤلاء الخونة أن الشعب المصرى بعد صلاة الجمعة جلس أمام التليفزيون لمشاهدة الشعب الذى دعاه الخونة للتظاهر فلم ينزل أحد!

بانوا بانوا.. على أصلكم بانوا أهل الضلال تعاملوا مع المصريين بلغتين، خاطبوا حزب الكنبة بطريقة الطبطبة لإقناعهم بالنزول إلى الشوارع مثل حبايبنا، الشعب المقدام، العظيم الواعى، العاقل، انزلوا دافعوا عن كرامتكم. وعندما أعطاهم الشعب ظهره، تحدثوا بلغة التهديد والوعيد، ورددوا عبارات: يا جبناء، يا أغبياء، ما هذا الخنوع، والخضوع، ولكن كان الميعاد قد فات!

الخونة الهاربون فى الخارج اكتشفوا أن السبوبة تبخرت بعد فشل دعوات التخريب، وعدم قدرتهم على حشد المصريين فى الميادين، مرتباتهم سيتم تخفيضها، الأجهزة الأجنبية الاستخباراتية التى كانت تصرف عليهم فقدت الثقة فيهم، احتمال سقوطهم فى قبضة الصقور الأيام القادمة وارد. الهزيمة ستجعلهم لا يرفعون أعينهم فى وجه الشعب مرة أخرى، ولن تقوم لهم قائمة لأن الشعب تعاطى لقاحاً طويل المفعول اسمه الوعى، وهو سلاح ثبت أنه أقوى من سلاح حروب الجيل الرابع الذى يعتمد على بث الشائعات.

لقد أثبتت المواجهة الوطنية التى جرت يوم 11 نوفمبر أن هناك فرقاً كبيراً بين شعب يعيش داخله وطن، وبين عصابة تتعامل مع الوطن على أنه حفنة تراب، وعندما جاء ذكر مصر قال كبيرهم «طظ فى مصر»، كما أثبتت الفرق بين أحلام الخونة فى الحصول على عمولات بالدولار وصمود الوطنيين الذين يكافحون فى مواجهة الأزمات الاقتصادية، وبين مصريين يفتخرون ببطاقة الرقم القومى، وهى تحمل اسم الشارع الذى يعاملونه على أنه جزء من كيانهم وأسباب بقائهم، وبين لاجئن يحتمون بجواز السفر الأوروبى الذى حصلوا عليه مقابل كرامتهم!

فعلاً الشعب المصرى ملوش كتالوج، الإخوان دعوه للتظاهر ضد القيادة السياسية فحولوا الدعوة إلى يوم فى حب مصر، ومنح الرئيس عبدالفتاح السيسى تفويضاً جديداً فى بناء الدولة المصرية الجديدة التى تتسع للمصريين فى إطار الوحدة الوطنية، ومحاربة الإرهاب فى كل مكان. كما أعلن الشعب انحيازه لرجال قواته المسلحة وشرطته الذين كانت أعينهم الساهرة على أمن الوطن جاهزة لحماية المصريين من الخونة، لكن أين هؤلاء الخونة الذين حرضوا المصريين على الثورة، هم يقيمون فى الدول الأوروبية، وصوَّر هو لهم جنونهم وخيبتهم أنهم يحرضون الشعب المصرى على بلده، هدف هؤلاء الخرفان إسقاط الوطن، وخيَّل لهم خيالهم المريض أن عصابة من الخارج تسقط وطناً فى حجم مصر، واعتقدوا أنهم يستطيعون تحريك 100 مليون مصرى وهم يلهون فى مواخير أوروبا، أشك فى عقول هذه العصابة أنها ساحت، فعلاً عقول خرفان!!

فعلاً يا عم صلاح جاهين: الزمان يختلف زى اختلاف الناس.. ناس تبنى مجد وحضارة وناس بلا إحساس!!