عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إن الطبيعة هى صنع الله الذي أتقن كل شيء، يقول الله تعالى (صنع الله الذى أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون) سورة النمل الآية 88. إن تلك الصبغة الجمالية التى تميز الطبيعة على اختلاف مكوناتها ليست إلا تطبيقًا لقاعدة عامة أقرها الله سبحانه وتعالى فى كل ملامـح الكـون كما أحب لعباده أن يتحلو بها، تلك هى قاعدة الجمال، فعن ابن مسعود رضى الله عنه أن النبى محمد صلى الله عليه وسلم قال (إن الله جميل يحب الجمال) وحتى فى التعامل مع كبد الحياة فقد ذكر فى القرآن الكريم الصبر الجميل والهجر الجميل والصفح الجميل وحتى فى الشقاق ذكر التسريح الجميل، إنه الجمال فى كل شيء سواء كان ماديًا أو معنويًّا.

ـ إن هذه الطبيعة بجمالها فى كل مكوناتها المادية وقيمها المعنوية هى صنع الله الذى أتقن كل شيء، فإذا امتدت إليها يد البشر فلابد أن نحافظ عليها حتى تؤدى وظيفتهـا التـى خلقها الله من أجلها وسخرها للإنسان، فإذا فقدت الطبيعة عناصرها وبالتالى فقدت وظائفهـا فـهـى مـن صـنع البشر حين عبث فيها فهرب منها الجمال كذلك عبث بالقيم فتقطعت بين البشر الأوصال، فهل لنا أن نعيد للطبيعة جمالها وبهاءها فى بيئة تبعث على البهجـة لبنى البشـر وتـعيـد للـقـيـم مكانتها وتعزز التواصل والتعاون كما أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نتعاون على البر والتقوى ولا نتعاون على الإثـم والعدوان.

- إن الله سبحانه وتعالى حين خلق الأرض قـدر فيها أقواتها منذ خلقهـا إلـى أن تقـوم الساعة فإن حدث شح فى شيء فهو من صنع البشر ظلمًا وعدوانًا بين بعضنا البعض أو اعتداء على الطبيعة وعناصرها بما تؤثر على وظيفتها التى خلقها الله سبحانه وتعالى من أجلها وسخرها لخدمة الإنسان.

- وحسنًا فعلت دول العالم عندما تجمعت فى مؤتمرات للمناخ تبحـث فـى مشـاكل الـعـالـم المناخية والاعتداء على الطبيعة، ولعل الانبعاثات الحرارية تعد جزءًا من هذه الاعتداءات المتعددة. إن الرياح لا يمكن حبسها فى مكان دون آخر وكذلك السحاب، فإذا أصاب أحدًا مكروه فسوف ينتقل إلى كل العالم، وخير دليل على ذلك ما حدث فى جائحـة كورونا وكذلك مـا حـدث فـى الـحـرب الروسية الأوكرانية فالعالم كلـه يتـأثر ببعضه البعض والله سبحانه وتعالى أمرنـا بالتعـاون لـعمـارة الكون وليس لإفساده.

- إن استضافة مصر لمؤتمر المناخ لهو خير دليل على رؤية مصر الحضارية لاخوتنـا فى الانسانية. إنه إرث حضارى من حضارة عظيمـة صـدرت للعالم العلم والمعرفة فهـى حضـارة علمية أخلاقية من الطراز الرفيع، فلم تكن يومًا حضـارة عدائيـة بـل كـانـت دائمـًا تسعى إلـى البنـاء وتصدر العلم والمعرفة والمحبة للعالم أجمع. ولقد تُرك ذلـك علـى جـدران المعابد والآثار، ومـن حسن الطالع أن يكون هذا المؤتمر فى أرض الفيروز أرض السلام فى شرم الشيخ، نتمنـى أن يخرج المؤتمر بقرارات تعود بالنفع على البشرية كلها، فكلنا فى مركب واحـد إذا نجـت نـجـا الجميع معها وإذا لم يحدث ذلك هلك الجميع.

تحيا مصر بلدًا آمنًا مطمئنًا سخاء رخاء بإذن الله رغم أنف أعداء الحياة.