رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

فشلت جماعة الإرهاب فى إسقاط مصر عن طريق القنابل والعبوات الناسفة والعمليات الانتحارية والسيارات المفخخة، عندما أصبحت دماء المصريين ثمنا لبقاء مصر، فقررت الجماعة استخدام سلاح الجيل الرابع الذى تعتمد فيه عن نشر الشائعات.

حتى الشائعات التى تروجها هذه الجماعة المنحلة من خلال وسائل التواصل الاجتماعى دليل على شعورها بالانهزامية، وغايتها تضليلية وغوغائية للتأثير فى الرأى العام لإشباع روح الانهزامية، لا يطلقها إلا إنسان متخصص فى إثارة العنف والبعض والكراهية لشق الصف وضرب الوحدة الوطنية.

وتعتبر الشائعات التى تضخها الماكينات الإعلامية المأجورة من أخطر الحروب النفسية للسيطرة على الاتجاهات الشعبية، وزعزعة الانتماء، والتماسك الاجتماعى وبث روح الانتقام من السلطة والشعب، وإثارة القلق، والتوتر والكراهية.

نهى الإسلام عن الشائعات واعتبرها سلوكا منافيا للأخلاق النبيلة، والمثل العليا، واتخذ موقفا حازما من الشائعات وأصحابها للحفاظ على تماسك المجتمع، وتلاحم أبنائه، وسلامة لحمته، وكان ضعاف النفوس فى بداية ظهور الإسلام يروجون الشائعات لهدم الدعوة الإسلامية، واعتبرها الإسلام ضررا وترويعا للمسلم، وسمى صاحب المعلومات والأخبار الكاذبة «فاسق»، ونزل القرآن يحذر من الفاسقين: «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين».

والمسلم مأمور شرعا بالاستيثاق والتحرى من كل ما يسمعه، ولا يصير بوقا لكل ما يسمعه، ويبتعد عن المرجفين الذين ينشرون الأكاذيب من قديم الزمان، والمعول عليه فى معركة سلاح الجيل الرابع هو وعى الشباب ويقظته، فالحرب التى نخوضها هى حرب الأفكار والمفاهيم، ولذا تحاول الجماعة الإرهابية أن تهوى بالشباب فى مزالق الانحراف عن مقاصد الشرع وعن معانى الوطنية السامية.

تظهروتنشر الشائعات فى أوقات بناء وتحديث المجتمعات كما حدث على عهد النبى صلى الله عليه وسلم عند بناء المجتمع الجديد فى المدينة المنورة.

وحاليا فى العصر الحالى ينشط الإعلام المأجور فى بث الشائعات المغرضة للتشكيك فى المشروعات القومية التى أقامتها الدولة على مدى الثمانى سنوات السابقة ومازالت تبنى مصر الحديثة، فمن ينشر الشائعة يسعى لزعزعة الاستقرار، وتهديد سلام المواطنين.

لقد أسهمت التكنولوجيا الحديثة فى تعاظم دور الشائعات وانتشارها فى تأثيرها مع انخفاض نسبة الوعى لدى الكثيرين من مستخدمى وسائل التواصل الاجتماعي، مما يتطلب لمواجهتها توفير المعلومات الصحيحة بشفافية تامة وفى التوقيت المناسب لمنع ظهور الشائعات والقضاء عليها فى مهدها، الاهتمام بتنمية الوعى لدى مستخدمى الإعلام الجديد بضرورة التأكد من مصدر أى خبر أو معلومة قبل التعامل معها على أنها حقيقة، وتطبيق قانون الجريمة الإلكترونية بحزم ليكون حائط صد فى وجه الشائعات ومروجيها، تأهيل متحدثى الوزارات على رصد الشائعات والرد عليها فى الحال بكل وضوح وشفافية، قيام الإعلام والمؤسسات الدينية ومنظمات المجتمع المدنى ودور العلم بدورها فى توعية المواطنين بخطر الشائعات وأهدافها، ونصحهم بعدم تصديق ما تبثه القنوات المشبوهة والتى تحاول الوقيعة بينهم وبين الدولة، والتأكيد على أن الإعلام المأجور يحاول نشر الفتنة والوقيعة بين أبناء الوطن.