رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

 

 

 

 

اليوم «4 نوفمبر» عيد الحب المصرى الذى دعا إليه الكاتب الصحفى الكبير مصطفى أمين، وهو غير عيد الحب العالمى الذى يتم الاحتفال به يوم 14 فبراير. فى مثل هذا اليوم عام 1974 شاهد مصطفى أمين ثلاثة رجال فقط يسيرون خلف جنازة فى حى السيدة زينب على غير المعروف عن المصريين الذين يشاركون بأعداد غفيرة فى الجنازات، واكتشف أن المتوفى فقير، فاختار أن يكون هذا التاريخ عيدا للحب، بهدف نشر السلام والمودة بين أفراد المجتمع، ويكون نافذة أمل للجميع للتخلص من همومهم. وهو احتفال للحب بين العائلة وزملاء العمل، واحتفال بحب الوطن.

اليوم وكل يوم ما أحوجنا إلى الوطن وما أحوجه إلينا فى ظل الظروف الحالية، لا يوجد شىء يساوى حب الوطن، فقد جعل الله حب الوطن فطريا فى نفس الإنسان، حب الوطن فرض على الجميع، فكيف لنا أن نكره المكان الذى توجد فيه مشاعرنا وذكرياتنا الأولى، إننا نحب كل ما يتعلق به.. نحب هواءه ونسماته العطرة فى الصيف القائظ، ونحب طقسه البارد والمنعش ومطره، حب الوطن فطرى عند الإنسان، فمن منا لا يحب المكان الذى ولد فيه، وأقام فيه، وتعلم وترعرع، ونمت ذكريات الأصدقاء والأحباب فيه، إنه الوطن الذى نعيش فيه بوجداننا ومشاعرنا، إنه ليس فقط الأرض التى نعيش عليها، بل هو المشاعر والآمال والطموحات والانتكاسات والمشاعر الإنسانية.

بدون الوطن لا توجد كرامة للإنسان كرامة الإنسان من كرامة الوطن، فهو رمز هويته وتاريخه وفخره وكرامته، وهو المكان الذى توجد فيه حقوق الإنسان مثل حق الانتخاب وحق الامتلاك وحق العيش الكريم وحق ممارسة الشعائر الدينية.

واجب الفرد نحو وطنه هو حمايته من أى عدوان، أو خطر يحيق به سواء كان داخليا أو خارجيا، والحفاظ على مقدراته وثرواته الطبيعية، وممتلكاته العامة، وأن يعمل الفرد على أن يكون نموذجا يحتذى به فى الإخلاص والولاء لوطنه والتضحية فى سبيله بكل ثمين وغالٍ، وأن يقدم أفضل ما لديه من جهد وعرق فى عمله من أجل الحفاظ على مجتمعه وازدهاره وقوته، وعدم الخروج على أنظمته وقوانينه، والابتعاد عن المفاهيم المغلوطة والخاطئة وعن التعصب والتطرف والأفكار التى من شأنها الإضرار بالمجتمع وتقويض دعائمه وتفتيت تماسكه مما يعمل على إضعافه وانهياره، وتقديم يد العون لمن يحتاجون الدعم والمساندة من أبناء الوطن مما يعمل على زيادة تماسكه وارتباطه وتجانس شرائحه وأطيافه وإزالة الفوارق والاختلافات بين أعراقه أو طوائفه.

الوطن ليس اسما أو جنسية تكتب فى بطاقات الهوية بل هو أمر ملح نحمله فى قلوبنا مهما سافرنا وارتحلنا فى دول حتى لو كانت أفضل من الوطن الذى ولدنا فيه فإننا نشعر بالحنين إليه والرغبة فى العودة بسرعة إلى الوطن.

الوطن أكبر من مجرد كلمة إنه ضرورة للحياة مثل الهواء الذى نتنفسه، لذلك من واجبنا أن ندافع عنه ونحميه ونعمل على تنميته ورفعته لأنه يمنحنا الشعور بالأمان باعتباره البقعة الوحيدة فى الأرض التى تحفظ كرامتنا وتمنحنا الحقوق التى تعزز مشاعر الانتماء لدينا.

على الفرد الحفاظ على أسرار الوطن وعدم خيانته وحماية أمنه والتضحية من أجله والتصدى للشائعات والأكاذيب التى تريد إضعافه والوقيعة بين أبنائه.

للوطن قيمة ومكانة سامية تحدث عنها الإسلام، فجعل حب الوطن والانتماء له جزءا من العقيدة وجعل الدفاع عن تراب الوطن واجبا مقدسا، فحب الوطن يجعلنا آمنين من داخلنا ونشعر بالاطمئنان بوجود مكان نرجع إليه إذا عظمت علينا الخطوب والمصاعب فى الحياة، إنه المرجع النهائى والأخير الذى يزيد من مشاعرنا الآمنة.

لا يوجد ما هو أحق من الوطن فى الحصول على أرواحنا.

يقول جيفارا: «إن الحياة كلمة وموقف، والجبناء لا يكتبون التاريخ، التاريخ يكتبه من عشق الوطن، وقاد ثورة الحق، وأحب الفقراء».

ويقول شيشرون: «لست آسفا إلا أننى لا أملك إلا حياة واحدة أضحى بها فى سبيل الوطن».

كل عام والوطن آمن مستقر رغم أنف أهل الشر والخونة، وكل عام والشعب المصرى فى حب وسعادة وتآلف وإخلاص للوطن وفى اصطفاف خلف القيادة السياسية لمواصلة البناء فى مصر الحديثة.