عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

 

 

ولد حزب الوفد من رحم الحركة الوطنية عام 1918، واستمر حزبًا للوحدة الوطنية رافعًا شعار يحيا الهلال مع الصليب، وعندما قامت ثورة 1919 بزعامة سعد زغلول للدفاع عن استقلال مصر من الاحتلال البريطانى، أضاءت هذه الثورة الشعبية الكبيرة الطريق للشباب من أجل وطن حر مستقل يتحرك فيه الشعب رافعًا شعار«الدين لله والوطن للجميع»، ذلك الشعار الذى نعود إليه حتى الآن إذا ما عبث فى صفوف الشعب قوى الفتنة والظلام، ولم تنجح المحاولات الكثيرة التى قامت بها قوى الظلام فى ضرب الوحدة الوطنية رغم محاولاتها الكثيرة لفك اللحمة بين المسلمين والمسيحيين، والتى كانت تزداد صلابة وقوة ومتانة، لأن الهدف واحد والمصير واحد، وهو وطن قوى للجميع لا تمييز بينهم بسبب الدين، أو العقيدة، أو الجنس، أول لأى سبب آخر كما ورد فى المادة 53 من الدستور الحالى.

عندما قامت ثورة الشعب عام 1919 كان الشاب القبطى إبراهيم فرج مسيحة يبلغ من العمر 16 عامًا.

عثر فى ملف طلب التحاقه بكلية الحقوق جامعة فؤاد الأول، به تاريخ ومحل الميلاد 1903 سمنود محافظة الغربية. وفى خانة ولى الأمر: مصطفى محمد النحاس والمقصود به بلدياته من مدينة سمنود، الزعيم مصطفى النحاس، وكان ذلك سببًا وراء إطلاق ابن النحاس على القيادى الوفدى الكبير إبراهيم فرج الذى أصبح وكيل المؤسسين لحزب الوفد بعد عودته على يد زعيمه ورفيق دربه فؤاد باشا سراج الدين عام 1977، فقد أعاد الزعيم سراج الدين بتخطيط محكم حزب الوفد إلى الساحة السياسية ومعه كوكبة من أفضل المناضلين الوفديين الذين أبوا أن تسقط راية الوفد، فعادت تخفق، وتؤكد أن الوفد هو الحزب السياسى العريق الذى تلتف حوله الأمة، وتقدم لعضوية الوفد مليونان من العناصر الوطنية الشريفة، ونشرت جريدة الأهرام على الصفحة الأولى الخبر مخففاً بعد أن جعلت الرقم مليونًا واحدًا وليس مليونين، وعلى الرغم من ذلك غضب السادات وقام بتعنيف على حمدى الجمال رئيس تحرير الأهرام فى ذلك الوقت على نشر رقم المليون وفدى!

وأعلن الوفد فى فبراير من عام 1978، أمام الدكتور مصطفى خليل، أن الوفد لا يريد أى مساعدة من «الاتحاد الاشتراكى» ومعنى هذا استقلال إرادة الوفد فى مواجهة النظام ومواجهة الحكومة. وبعد عودة الوفد اختار الزعيم فؤاد سراج الدين، إبراهيم فرج سكرتيرًا عامًا لـ«الوفد» ورئيسًا للجنة الشئون الخارجية.

لقد عاش إبراهيم فرج فترة النضال الحقيقى ضد طغيان القصر وسيطرة الاحتلال والحكومات الأقلية.. وتحت زعامة مصطفى النحاس عاش أيضاً معركة الدستور ضد إسماعيل صدقى حتى سقط دستور 1930، وعاد دستور 1923، وكان قد عاش ثورة 1919 تحت قيادة سعد زغلول.

عندما كان إبراهيم فرج فى الواحدة والعشرين من عمره، طالباً بالسنة الثالثة بكلية الحقوق، وهو بين أهله وبين شباب مدينة سمنود يساند ولى أمره «مصطفى النحاس» للفوز بعضوية مجلس النواب، والشباب كله يهتف لسعد باشا زعيم الأمة وزعيم الحركة الوطنية حيث تم تشكيل وزارة الوفد الأولى فى 28 يناير - 24 فبراير 1924، وقد أصبح فيها مصطفى النحاس وزيراً للمواصلات، وكان لاكتساح الوفد هذه الانتخابات أثره على شباب تلك الفترة الذى أدرك أن «القصر» قابل هذا الاكتساح الوفدى بالمخاوف والحذر والعمل على فشل الحكومة الشعبية برئاسة سعد زغلول، كان إبراهيم فرج يزهو بمشاعر الشاب القبطى، وهو يرى زعيم الحركة الوطنية يكسر فى جسارة شعبية القاعدة التى ألفها الناس فى مصر منذ عشرات السنين، وفى عهد الاحتلال البريطانى نفسه، تلك القاعدة التى كانت تقضى باختيار قبطى واحد فى الوزارة. أما «سعد» فقد اختار فى وزارته اثنين من الأقباط «مرقص حنا» وزيراً للأشغال العمومية، وواصف بطرس غالى وزيراً للخارجية. وقد أبدى الملك فؤاد تخوفه من عدم تقبل الرأى العام فى مصر موقف سعد زغلول.. قال له «سعد»: أنا زعيم هذه الأمة وأدرى بتوجهاتها ومواقفها وفى 12 يناير 1950 تشكلت وزارة مصطفى النحاس السابعة، وجاء فيها الأستاذ إبراهيم فرج وزيرًا للشئون البلدية والقروية.

لقد أصبح الشاب القبطي إبراهيم فرج ابن سمنود الذى عاش صباه فى أتون ثورة 1919، وأحاله محمد محمود إلى المعاش عام 1938 أحد وزراء حكومة الوفد.

عاش إبراهيم فرج ابنًا صلبًا من أبناء الوطن، ومستقيمًا فى ولائه لـ«الوفد»، ومحبًا للزعماء الثلاثة سعد والنحاس وسراج الدين، كان رمزًا للأخوة الوطنية بعيدًا عن الانتهازية التى تبعد المناضلين عن جادة الدرب. وكان من الطبيعى أن يكون يوم رحيله فى شهر أغسطس 1994 يومًا تعود فيه الأمجاد الوطنية، فقد امتلأت الكاتدرائية بالعباسية عن آخرها بالمعزين ووقفت صفوف أخرى خارجها فى وداع رمز مهم من رموز الوطن.