عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

 

 

واجه المصريون أقوى دول الأرض- على حد تعبير الزعيم سعد زغلول- واجهوا بريطانيا التى خرجت لتوها منتصرة من حرب عالمية ضروس، وكان صنيعهم أقوى ممارسة للحرية عرفوها فى تاريخهم الحديث، ويكفى أنهم قاموا على قلب رجل واحد ضد الاحتلال والحكم الفردى المطلق معًا واستوى لهم تنظيمهم بنشأة الوفد المصري.

كانت المبادئ التى أرساها الزعيم سعد زغلول هى الوقود الذى يلهب حماس المصريين من أقواله: إن كانت حياتى قصيرة فإن حياة الأمة طويلة، يجب على الآباء أن يلقنوا هذه المبادئ وهذه الحقائق لأبنائهم.

خلال الحرب العالمية الأولى تلقى الشعب المصرى سوء معاملة من الاحتلال الإنجليزي إذ أجبر الشعب على التطوع فى خطوط القنال للمحاربين فى سيناء وبلجيكا وغيرهما من الدول، وتم أخذ العديد من أبناء المزارعين للمشاركة فى الحرب، كما أجبر الفلاحون على زراعة محاصيل معينة تناسب احتياجات الحروب، مما أدى إلى البطالة والعنف بسبب الجوع وبالرغم من محاولات الحكومة لتوزيع الخبز والسلع إلا أن ذلك لم يجد نفعاً.

ساعدت الظروف القاسية التى واجهها المصريون فى ظل الاحتلال البريطانى على ظهور فكرة الوفد التى قامت على أساس الدفاع عن قضايا المصريون فى عام 1918، وتم عقد العديد من اللقاءات للبحث فى الشأن المصرى بعد الحرب العالمية الأولى، فشكل سعد باشا زغلول وعبدالعزيز فهمى وعلى شعراوى وفدًا، وقاموا بجمع التوقيعات من أصحاب الشأن تتضمن توكيلهم بالإنابة عن المصريين للسعى بالطرق السلمية إلى تحقيق استقلال مصر، فأثار هذا الإجراء غضب الاحتلال، واعتقل سعد زغلول ونفى إلى جزيرة مالطا مع مجموعة من أصدقائه، وعمل غيابه على أحداث الكثير من الاضطرابات مما أدى إلى قيام ثورة 1919.

بعد نفى سعد زغلول ورفاقه انطلقت المظاهرات فى كل مكان فى مصر، فاضطرت انجلتر لعزل الحاكم البريطانى، والإفراج عن سعد زغلول ورفاقه وعودتهم إلى مصر، كما سمح لـ«الوفد» برئاسة سعد زغلول بالسفر إلى مؤتمر الصلح فى باريس لبحث قضية مصر والاستقلال.

بسبب عدم استجابة أعضاء مؤتمر الصلح لمطالب الوفد، عاد الثوار إلى سابق عهدهم بحماس أكبر فقاطعوا البضائع الإنجليزية ومرة أخرى تم القبض على سعد زغلول ونفى إلى جزيرة سيشل، فاشتعلت ثورة أكبر من السابقة، وبذلت السلطات البريطانية جهدًا لقمعها بالقوة ولكن محاولاتهم باءت بالفشل.

أرسلت قوات الاحتلال لجنة للاطلاع على الأحوال فى مصر فقاومهم الشعب المصرى بكافة السبل لإرغامهم على التفاوض مع سعد زغلول كممثل لهم، فأقرت اللجنة أهمية حصول مصر على استقلالها مع أخذ بعض التوصيات بعين الاعتبار لحماية المصالح البريطانية.

فى عام 1923 عاد سعد زغلول إلى مصر واستقبلته الحشود استقبالًا حافلاً، كما تولى منصب رئيس الوزراء على إثر حصول حزب الوفد على نسبة 90٪ من مقاعد البرلمان.

توفى سعد باشا زغلول عام 1927 وقررت حكومة عبدالخالق باشا ثروت إقامة ضريح كبير له، فدفن بشكل مؤقت فى مقبرة الإمام الشافعى، ثم نقل عام 1931 إلى ضريح بيت الأمة، وشيد له تمثالان، أحدهما فى القاهرة والآخر فى الإسكندرية.

عاشت وحدة المصريين فى كل زمان ومكان للدفاع عن وطنهم ضد محاولات هدمه، وضد تحريضهم على دولتهم، الشعب المصرى إيد واحدة ضد الطامعين فى أرضه والذين يحاولون إعادته إلى عصور الظلام، سيقف لهم بالمرصاد ويرد كيدهم ويستمر فى وضع يده فى يد قواته المسلحة وشرطته لمنع تسلل المأجورين والخونة الذين يحاولون العبث وبث الشائعات.