رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

ما هو دور الثقافة الرسمية فى زمن وسائل التواصل الاجتماعى غير الرسمية؟.. وتحديدًا ما هو دور وزارة الثقافة فى عصر أصبح فيه كل من يمتلك موبايل هو وزير نفسه؛ ووزارة ثقافة وإعلام بمفرده؟

أتذكر فى أيام الشباب حاولت إصدار مجلة عن قصر ثقافة نجع حمادى لمدة شهور، وباءت المحاولة بالفشل بدعوى عدم قدرة القصر تمويل إصدارها، ولكن الحقيقة كانت عدم قدرة المسئولين الشعبيين والرسميين على قبول تجمع عدد كبير من الشباب لإصدار مطبوعة صحفية تمتلئ بآرائهم وأحلامهم وطموحاتهم غير الرسمية!

الآن.. صفحة واحدة على الفيسبوك لشخص واحد أفضل من مائة صحيفة ومجلة، بموضوعاتها السياسية والثقافية والاجتماعية.. وحتى النكت والكوميكس، وعدد المتابعين للكثير من هذه الصفحات الفردية غير الرسمية أكثر بكثير من عدد قراء الصحف والمجلات الرسمية بعشرات المرات!

فما هو دور وزارة الثقافة الآن مع الانتشار الرهيب لوسائل التواصل الاجتماعي؟ هل ستظل تقوم بنفس الدور الذى بدأته فى نهاية الخمسينيات ( 1958) مع أول تشكيل وزارة للثقافة؟.. شخصيًا لا أعتقد ذلك ولا يجب أن يكون.. فلا العصر وأدواته المتقدمة من تقنيات يسمح بذلك، ولا الجمهور المستهدف من الوزارة يقبل ذلك.. وحتميًا النتيجة ستكون عزوف هذا الجمهور عن قنوات الوزارة الرسمية إلى قنوات الميديا غير الرسمية!

صحيح.. كانت تجربتي، وتجربة الملايين من الشباب، مع قصور وبيوت الثقافة ثرية جداً، وهى التى وضعتنا على طريق المعرفة الثقافية والفنية والإعلامية.. والكثير من نجوم المسرح والسينما من مؤلفين ومخرجين وممثلين ومهندسى الديكور والملابس.. وغيرهم من الفنيين.. بدأت خطواتهم الأولى على خشبات مسارح هذه القصور والبيوت.. والكثير من كبار الشعراء والأدباء كانت نوادى الأدب فيها هى نوافذهم الوحيدة للجمهور.. ولكن وقتها لم يكن أمام هؤلاء غير هذه المصادر الرسمية وتحملوا الكثير من رزالة وتعنت المسئولين عليها الرسميين.. فلماذا يتحملون الان سيطرة الوزارة وكل واحد منهم يستطيع أن يبنى قصر ثقافة لوحده على الفيسبوك وتويتر وانستجرام والسناب شات؟!

وأعتقد أن صمت وزيرة الثقافة نيفين الكيلانى عن إعلان خطتها للوزارة فى المرحلة المقبلة له معنيان.. الأول أنها بالفعل صامتة إلى حين الانتهاء من هذه الخطة، التى من المفترض أن تواكب المتغيرات والتطورات التى تشهدها الدولة المصرية، سياسيًا واقتصاديًا، والتى من المفترض، أيضا، أن كل وزارة وليست الثقافة فقط، تواكب كذلك هذه المتغيرات وتضع سياساتها فى إطارها.. المعنى الثاني أنها حائرة فى وضع خطة الوزارة التى يجب ألا تنفصل عن خطط وزارات التعليم والسياحة والاثار.. وحتى التموين!

[email protected]