رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

 

 

ابتسامة، نظافة، أمن، أمانة، إنه المربع السحرى لأى استراتيجية ناجحة للسياحة فى العالم، سواء سياحة أجنبية أو داخلية، السائح نوعان، قد يكون ثريا، أو ادخر مبلغا من المال طيلة اشهر طويلة من العمل، ليكافئ نفسه برحلة سياحية سواء داخل بلده، أو خارجه، رحلة يجب أن يجد فيها كل ما تشتهى نفسه من راحة وجمال وامن وأمان، وأيا كانت حالة السائح المالية، إلا انه المبلغ المالى الذى رصده لرحلته السياحية، يرغب فى مقابله بالاستمتاع برحلته، ويعود منها بذكريات وصور جميلة، ويضع لنفسة خطة لتكرار رحلته السياحية، ويشجع أقاربه وأصدقاءه لخوض التجربة السعيدة، ففى الواقع أى سائح يزور بلدنا يصبح سفيرًا سياحيًا لنا فى بلده.

ومن هنا، أيًا كان مقصده من رحلته، سواء مشاهدة معالم أثرية، تراثية، أو زيارة أماكن دينية، أو حضارية معاصرة، أو الاستمتاع بالشواطئ، أو القيام بسياحة علاجية، رياضية، ثقافية، ترفيهية، جبلية، صحراوية، فهو من حقه الحصول على المتعة المشروعة والراحة بماله هذا، والا تتكدر رحلته بسوء استقبال من العاملين على السياحية، وان يتم استقبالهم بالابتسامة اللطيفة، والمعاملة الراقية البعيدة عن التسول والتنطع، وان يكون النظام ونظافة المرافق السياحية مع تنوعها الشعار الأساسى دون فوضى أو غوغائية، وأن يظلل الأمن رحلتهم، فلا فضوليين يخترقون خصوصياتهم، ولا بلطجية يطاردونهم ويفرضون خدماتهم بالأمر الجبرى أو بأسلوب الإحراج، ولا لصوص ينشلون أموالهم، فى زخم الزحام والفوضى، أو «يثبتوهم» بالإكراه فى الأماكن الهادئة فى غفلة أمنية.

أن تكون الأمانة شعارًا ومنهجًا وتطبيقًا لكل القائمين والعاملين فى المجالات السياحية، فلا قبول لإكراميات ولا طلب لبقشيش، ولا بيع لتذاكر أو للسلع والتحف والهدايا للسياح بأكثر من ذمة، أن توجد رقابة صارمة وكاميرات مراقبة فى كل بقعة من المرافق والمنشآت والبازارات، ونقاط أمنية لتلقى شكاوى السياح، يتقن القائمون عليها الإنجليزية على أقل تقدير.

مصر يا ساده تتمتع بكل أنواع السياحة سالفة الذكر، والتى لو توافرت لأى دولة غربية، لأصبح مواطنوها ينامون على الحرير والذهب، ما انعم به الله على مصر لا تملكه دولة أخرى تقريبًا فى العالم، غير أن تلك الدول الأخرى تحقق دخولًا من السياحة تفوق مصر بعشرات المرات، رغم هذا لا نتوقف ونسأل انفسنا لماذا؟ انهم لو عثروا مثلًا على حجر اثرى، أو جمجمة رجل من عصور سالفة، يقيمون لها متحفًا خاصاً، ويطلقون لها دعاية رائعة، ويقدمونها للزوار بصور راقية لم يحلم بها صاحب الجمجمة نفسه، ونحن لدينا أكداس من الآثار، وشواطئ طويلة عريضة، وأماكن علاجية نادرة، وصحارى وجبال، بجانب المشروعات الحديثة كالمتحف المصرى الكبير، ومشروع التجلى الأعظم فى سيناء وعشرات المنتجعات السياحية، وكلها تقفز بالقدرة التنافسية لمصر، رغم هذا لا نحقق أبدا الدخل الذى نطمح به من السياحة.

والسبب، سوء التقديم السياحى، رداءة المعاملة، عدم النظافة، الفوضى وغياب النظام، الاستغلال، انتشار البلطجية والفهلوية بالمناطق السياحية، فهل يعقل تمتع مصر بكل هذه الآثار والمقومات السياحية الأخرى الهائلة، وتحقق السياحة بالكاد نسبة 15% من الناتج الاقتصادى، ولا يعمل بها سوى 3 ملايين، يجب على مجلس الوزراء، وزير السياحة، وكل القائمين على السياحة مراجعة سياساتهم تجاه الخدمات المقدمة للسياح لضبط كل الأمور المنفلتة، ومحاربة جيوش المتسولين والبلطجية والمتطفلين، الذين يهددون دخلا قوميا هاما لمصر يعد المصدر الرئيس للنقد الأجنبى، يهددون قطاعًا يجب أن يعمل به عشرة ملايين مصرى على الأقل اذا انتعشت وانضبطت الأمور، يجب أن نغير مفهومنا المتخلف الذى نعامل به السائح على انه «بقرة حلوب» علينا أن نستولى على أمواله بالتحايل والفهلوة، الأجنبى ليس بقرة أو شخص غبى أبداً، وان كان يتنازل عن بعض ماله لمستغلين ولبلطجية ومتسولين ومتطفلين، فإنما يفعل ذلك لينجو بنفسه حتى يغادر إلى بلده، ولكنه للأسف أبداً، أبدا لن يعود، فأفيقوا رحمة بمصر، السياحة فن وأدب.

 

[email protected]