رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 «كاثرين بيلتون» صحفية قضىت سنوات فى تغطية روسيا فى Financial Times، لديها خبرة منقطعة النظير فى تاريخ متاهة من مخططات الأسهم، وحزم إعادة التمويل، وعمليات الاندماج، والشركات الوهمية، والحسابات الخارجية التى تكشف عن الاستيلاء الخفى على اقتصاد ما بعد الاتحاد السوفيتى ومؤسسات الدولة من قبل زمرة من ضباط KGB السابقين، أو السيلوفيكى. تجمع «كاثرين بيلتون» بين هذا التاريخ المالى وشهادة من مجموعة رائعة من المطلعين على الكرملين، والدبلوماسيين، وضباط المخابرات، والمدعين العامين، ورجال العصابات، وأوليجارشيين.

تقدم «كاثرين بيلتون» سرداً مفصلاً للسنوات الأولى لبوتين كعميل فى دريسدن؛ فى كتابها شعب بوتين(Putin's Peopl) من تأليف كاثرين بيلتون.

 ليس فقط كسمة مشئومة لسيرته الذاتية، ولكن كمنبت للنظام الذى سيترأسه. مثل بوتين، قام السيلوفيكى الذى جاء لتشكيل دائرته المقربة بقطع أسنانهم فى العمليات السرية لـKGB فى السنوات الأخيرة من الحرب الباردة. لقد تعلموا تقنيات متطورة لغسيل الأموال من خلال الشركات المزيفة فى الخارج من أجل تمويل الحركات السياسية الصديقة للكرملين، وطوروا شبكات غير مشروعة لتهريب التكنولوجيا الغربية المعترف بها مرة أخرى إلى الاتحاد السوفيتى. لقد زرعوا معلومات مضللة لتشويه سمعة القادة الغربيين، وأتقنوا استخدام رجال الأعمال والمسئولين وإقامة تحالفات مع الجماعات الإرهابية والجريمة المنظمة. تم تحديث مجموعة الأدوات هذه لعصر العولمة والإنترنت، وهى تدعم الآن قبضة الكرملين على السلطة فى الداخل ونفوذها السياسى الطويل فى الخارج.

ومع ذلك، لا يخرج بوتين من هذه الصفحات كعقل مدبر شرير مداعب للقطط يخطط لتحركاته قبل سنوات. وبدلاً من ذلك، يبدو أنه عامل عديم الضمير، ومستعد لنشر أى سلاح، وكسر أى قاعدة وتخريب أى نظام لتعزيز سلطته وثروته ومكانته الدولية. عمل السيلوفيكى على حل الأمور أثناء سيرها. وعندما بدأ الاتحاد السوفيتى فى الانهيار، سرقوا مبالغ طائلة من الاقتصاد المتضائل لضمان بقاء شبكاتهم فى الداخل والخارج. وشهدت التسعينيات خروجهم عن السلطة مع سيطرة الأوليجارشية الموالية للغرب مثل خودوركوفسكى على الكرملين. لكنهم انتظروا وقتهم وتآمروا.

على الرغم من أنه غالباً ما يتم تصوير بوتين على أنه «رئيس عرضى»، إلا أن صعود بوتين إلى الرئاسة لم تكن له «علاقة كبيرة بالصدفة».  وفى عام 1999، قدم سيلوفيكيشن هجوماً منسقاً على «عائلة» يلتسين من أقارب ومستشارين وأوليجارشيين، وتسريب أدلة مدمرة على الفساد للمدعين العامين فى الداخل والخارج. غارقة فى الفضيحة والخوف من استعادة الحرس القديم بقيادة الشيوعيين السابقين، بحثت الأسرة عن شخصية يمكن تحملها لتحل محل الرئيس المريض والمضطرب وحماية مصالحهم. دفع رئيس الكرملين، سيرجى بوجاتشيف بوتين، الذى أثبت أنه بيروقراطى فعال وكان سحره الأساسى يكمن فى حقيقة أنه «كان مطيعاً كالكلب». وبغض النظر عن خلفية بوتين الخاصة فى الأجهزة الأمنية، عين رئيساً للوزراء فى أغسطس 1999، بعد ذلك، عندما استقال يلتسين فجأة عشية الألفية الجديدة، جاء بوتين رئيساً لروسيا الاتحادية. خوفاً من «انقلاب قوى من الماضى الشيوعى، تكتب بيلتون أن ما استسلمت له عائلة يلتسين فى الواقع كان انقلاباً زاحفاً من قبل رجال الأمن. لقد كان الثعلب فى بيت الدجاج.

بعد أن تم تثبيت رجلهم الآن فى الكرملين، بدأ السيلوفيكى بنفسه «تقسيم الأصول الاستراتيجية للبلاد».  لقد استهدفوا شركة تلو أخرى، واستكشفوا نقاط الضعف واستغلوا الماضى المتقلب لكل رجل أعمال حقق ثروة فى فوضى العقد السابق. لقد رأوا أن دور مؤسسات الدولة- مكتب الضرائب، وإنفاذ القانون، والقضاء- ليس دعم قواعد معينة يتعين على جميع الفاعلين الاقتصاديين أن يعملوا بموجبها، بل على أنه «آلة مفترسة» يمكن استخدامها لتدمير المنافسين والاستيلاء عليهم وأصولهم.

فى عهد بوتين جمع السيلوفيكى أموالاً طائلة ضخمة تخدم كلاً من الجشع الشخصى والاستراتيجية الجيوسياسية. لا يمكن تمييز الثروات المتزايدة لدائرة بوتين المقربة من الكشف عن أوراق بنما عن صندوق الحرب الضخم الذى يعتمد عليه الكرملين فى تمويل حيله وتدخلاته فى الخارج. وإذا كان هناك غراء أيديولوجى يربط سيلوفيكى معاً، فحلمهم هو استعادة القوة الإمبريالية لموسكو والاقتناع بأن الغرب يسعى لإخراج روسيا. لقد غذت الثورات فى جورجيا وأوكرانيا فى عامى 2004 و2005 «جنون الشك المظلم» لدى بوتين بأن الكرملين مهدد بمؤامرة غربية للإطاحة بنظامه. وبعد ذلك، انغمس الكرملين فى تصعيد الصراعات مع القوى الغربية كعلامة على استعادة مكانة روسيا الجديدة على المسرح العالمى. فى الداخل، تحتفل وسائل الإعلام العبودية بالمآثر العسكرية الروسية فى أوكرانيا وسوريا، بينما فى الخارج، تنفث شبكات الإعلام فى الكرملين تياراً من التلميحات والتعتيم الذى يخلق عدم الثقة فى الحكومات والمؤسسات الغربية.

لقد غسلت البنوك الغربية أموال الكرملين وسمحت لها بالتغلغل فى اقتصادات أوروبا والولايات المتحدة.