عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم وطن

 

 

 

تربينا فى الماضى الجميل على ثوابت وسلوكيات مضمونها احترام وتقديس المال العام، والحفاظ على مرافق الدولة، والتى تؤؤل ملكيتها فى النهاية إلى عامة الشعب وليس لحكومته فقط سوى إدارة هذه المرافق والتصدى لمن يهدرها ويستولى عليها.

ولا أنسى الأحاديث التى كانت تدور بين والدى رحمة الله عليه، وجيرانه المزارعين وهم يتداولون عبارة لم تفارق ذهنى ما حييت، وأتذكرها كلما رأيت انتهاكاً وتعدياً على المال العام أو أراضى الدولة.

والدى كان يقول: «غلق التراب من جسر الحكومة يخرب البيت» وغلق التراب مقصود به مقطف من الأتربة يقتطع من الطريق العام الذى يمر بين الحقول ليضعه تحت أرجل الماشية، وكنت وقتها أستعظم هذه الكلمة المنتهية بعاقبة خراب البيت إذا تجرأنا على مقطف أو غلق تراب.

وشتان بين ما كان والدى وجيرانه وأبناء جيله يفعلونه وما يحدث الآن بطريق مصر أسيوط الزراعى خصوصاً فى المنطقة التى تقع أمام قرى منيل شيحة والمرازيق مروراً بمنطقة الشوبك الغربى والثلاجة وقريتى أبورجوان القبلى والبحرى وانتهاء بقرية بمزغونة.

هذه القرى أضاعت هيبة الطريق وحولته إلى حارة مليئة بالحفر والمطبات على كافة أنواعها، بداية من قطع الطريق عينى عينك فى وضح النهار، لتوصيل وصلات صرف صحى ومحطات غسيل سيارات ومحلات الجزارة إلى ترعة الجيزاوية، التى أصبحت الروائح الكريهة وتغير لون المياه بها وانتشار الفئران والذباب علامة مميزة لها.

وكلما طالبنا الوحدات المحلية التى يمر الطريق من أمامها، بمخاطبة الهيئة العامة للطرق لتوسعته ورصفه يؤكدون لنا أن الهيئة لا تعير لنا اهتماماً، ولتبقى معاناة الآلاف الذين يسلكون الطريق يومياً شاهدة على عدم مراعاة الهيئة لشعور المواطنين وعدم اهتمامها بالتعدى على حرم الطريق، وتحويله إلى حارة صغيرة أمام هذه القرى التى لا تسع سوى لسيارة واحدة أو توكتوك، ليظل الجميع سائرين خلفها حتى يأتى الفرج بعيداً عن ورش إصلاح السيارات التى تفترش الطريق العام بسيارات قديمة متهالكة وقطع غيار وبناء محلات ومنازل فى حرم الطريق من الجانبين، جعلت من السير فيه بأمان ضرباً من الخيال ومخاطرة الأرواح والأموال، فى ظل التبجح الواضح وإهدار هيبة الدولة متمثلة فى هيئة منزوعة الهيبة وأجهزة تنفيذية لا تظهر القوى والعين الحمراء إلا فى المدن والأحياء فقط مثلما حدث فى حى إمبابة عندما قامت المحافظة بفرض هيبة الدولة فى شوارع ابتلعها المفسدون داخل محلاتهم وورشهم ومنازلهم، فهل ستجد هذه الكلمات صدى لدى الفريق كامل الوزير وزير النقل واللواء أحمد راشد محافظ الجيزة لإعطائنا تفسيراً واضحاً عما ذكرناه من جهة، وعما نراه من بطء واضح فى إتمام الكوبرى العلوى بمنطقة الثلاجة بأبورجوان البحرى والذى كان بسببه تكدس السيارات النقل الثقيل بهذه المنطقة ٢٤ ساعة يومياً.