رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

 

قلت إن مثلث تطوير التعليم يشمل ثلاثة أمور، الأول هو الفصول الدراسية وتحدثت عنه أمس، أما الثانى فهو المعلمون، والثالث المناهج الدراسية. واليوم الحديث عن المناهج التى أصابها الوهن على مدار الخمسين عاماً الماضية، التى تعتمد فقط على الحفظ والتلقين، وكان من عواقبها انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية، وقيام التلاميذ أو الطلاب بأداء الامتحانات والحصول على أعلى الدرجات دون وعى أو فهم أو حتى أدنى تفكير، وبالتالى وجود خريج لا يفهم شيئاً ولا يجد فرصة العمل المناسبة، وتزداد البطالة بالشكل الذى نراه جميعاً.

المناهج الدراسية يجب أن يطرأ عليها التغيير المطلوب الذى يتوافق مع روح العصر الجديد التى نحياها. أو بمعنى أوضح وأوفى لابد من استبدال هذه المناهج بأخرى طبقاً لاحتياجات سوق العمل، بدلاً من هذه الفوضى التى تسود حالياً، فمن غير اللائق أو المقبول أن نجد مناهج يتم تدريسها بكل مراحل التعليم قبل الجامعى، ولا علاقة لها بالواقع المعاش حالياً. ثم هناك قضية بالغة الأهمية لابد من سرعة حلها، فقد كان حظ التلاميذ سيئاً جداً خاصة الذين درسوا بعد ثورة 23 يوليو 1952 هؤلاء درسوا مناهج ليس فيها أى شىء عن الزعماء المصريين أمثال سعد زغلول ومصطفى النحاس ومصطفى كامل، ولا حتى فيها أى شىء عن الحركات الوطنية التى سبقت ثورة 23 يوليو.. وتم استبدال كل هذه الأمور بالميثاق، ولا زعيم غير عبدالناصر.

هذا التعتيم الدراسى كان وراء تخريج أجيال لا تعرف شيئاً عن تاريخ الحركة الوطنية المصرية التى تضم بين جعباتها الكثير من الوطنيين المصريين الذين سجلوا أسماءهم بحروف من نور، ولم يقتصر الأمر عند هذه الحد فقط، وإنما وجدنا المناهج الدراسية المقررة تحط من شأن الحركة الوطنية ونضال الوطنيين، وهذا هو التزييف الحقيقى للتاريخ، ويجب على الفور والحال التخلص من كل هذه الآفات فى أسرع وقت وهذا ما ركز عليه المشروع الوطنى المصرى الموضوع بعد ثورة 30 يوليو الذى يتبناه الرئيس عبدالفتاح السيسى، ولذلك وجدنا خلال الآونة الأخيرة، القيادة السياسية ترفع الحظر المضروب على رجال الحركة الوطنية المصرية، وتسجيل مشروعات عملاقة بأسماء هؤلاء إلى جوار أسماء الشهداء الأبطال الذين ضحوا بأنفسهم فى سبيل القضاء على الإرهاب الأسود!

والمناهج الدراسية أيضاً فى حاجة إلى التغيير السريع حتى تتواكب مع روح العصر الجديد، ولابد أن يعلم القائمون على عملية التطوير أن الضلع الثانى والمتمثل فى المناهج، وأن ما كان يدرس للتعليم قبل خمسين عاماً لا يناسبنا الآن ونحن فى عام 2022، والمفروض أن يطرأ التغيير الشامل والكامل على كل المناهج الدراسية، والتى اعتاد التلاميذ أن يحفظوها فقط، نحن بحاجة شديدة إلى مناهج تعتمد على إعمال الفكر والعقل، وليس الاعتماد على النقل وحسب. وهذا ما أدعو إليه الطلاب أثناء المحاضرات، بمعنى أدق لابد من دراسة المناهج النقدية أو التفكير النقدى وليس فقط بالجامعات، وإنما منذ الطفولة، وهذا ما تعتمد عليه المناهج الدولية حالياً، ولدينا هذه المدارس التى تربى النشء على ذلك. ولذلك فى مرحلة «الكى. جى» يعلمون الطفل مهارات المتعلم والتى تضم الإبداع والتفكير والنقد وخلافه، ما يخرج تلميذاً واعياً مؤهلاً لدخول الجامعة برؤية جديدة تعتمد على التفكير بالدرجة الأولى.

إعمال العقل والتفكير بات الآن ضرورة ملحة، ولذلك من الضرورى أن تشتمل المناهج الدراسية قبل الجامعة أو حتى الجامعية على إعمال العقل والفكر وهذا هو حديثى القادم إن شاء الله.

«وللحديث بقية»

[email protected]