عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

العلاقات بين مصر وقطر شهدت تطوراً إيجابياً ملحوظاً منذ أن وقعت الدولتان على اتفاقية «العلا» فى السعودية مطلع العام الماضى، والتى أنهت الخلافات بين مصر والسعودية والإمارات والبحرين من جهة، وقطر من جهة ثانية، وفى نهاية مارس الماضى التقى فى القاهرة رئيس الوزراء المصرى مصطفى مدبولى، ومحمد بن عبدالرحمن آل ثانى، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية بدولة قطر، وتباحثا فى مجموعة من الاستثمارات القطرية التى ستتضخها الدوحة فى الاقتصاد المصرى.

وفى مايو وجَّه الأمير تميم بن حمد آل ثانى أمير دولة قطر دعوة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى لزيارة الدوحة، وبعدها بنحو ثلاثة أسابيع نقل وزير الخارجية المصرى سامح شكرى دعوة من الرئيس السيسى للأمير تميم لزيارة القاهرة، وهنا ثار التساؤل فى أوساط الرأى العام والإعلام بكل من مصر وقطر عمن يبادر بزيارة الآخر.

هذه التطورات ساعدت البلدين على استعادة علاقاتهما السياسية والدبلوماسية بالتدريج، وبادر أمير قطر بزيارة مصر فى يونيه الماضى، وتعتبر هذه الزيارة التى جاءت بدعوة من الرئيس السيسى استكمالاً لنتائج قمة «العلا» للمصالحة العربية، التى عقدت بين قطر والرباعى العربى مصر والبحرين والإمارات والسعودية وبموجبها تم استئناف العلاقات الدبلوماسية وعودة السفراء وإجراء زيارات متعددة على مستوى الوزراء ورجال الأعمال.

قمة «العلا» ساعدت على انكسار الجليد بين مصر وقطر، وطى صفحة الماضى.

علاقات الدول تقوم على أساس المصالح التى تتحول إلى جسور لعبور الخلافات. يوم الثلاثاء الماضى رد الرئيس السيسى زيارة أمير قطر للقاهرة بزيارة للدوحة لأول مرة لاستثمار العلاقات الطيبة المتنامية بين البلدين والشعبين الشقيقين، والحرص المتبادل والإرادة المشتركة لدى القيادتين على طوير العلاقات والارتقاء بها، والتأسيس لمرحلة جديدة ومحطة مهمة فى مسار العلاقات الثنائية خلال المرحلة المقبلة، وتدشين عهد جديد لعلقات تقوم على مصالح الشعبين المصرى والقطرى، وتعزيز التضامن العربى، والتصدى برؤية عربية مشتركة لكثير من التحديات السياسية والعالمية.

ورحب الأمير تميم بشقيقه الرئيس عبدالفتاح السيسى، وأقيمت له مراسم الاستقبال الرسمى، وتم عزف السلامين المصرى والقطرى، واستعراض حرس الشرف، وأكد «السيسى» انفتاح مصر نحو تعميق العلاقات الثنائية مع قطر على كل الأصعدة فى شتى المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية، وأشاد «تميم» بالروابط الأخوية التى تجمع مصر وقطر، واصفاً زيارة «السيسى» للدوحة بالتاريخية، وأشاد بالدور المصرى فى المنطقة بأنه نموذج يحتذى به للاستقرار والنهوض الاقتصادى والاجتماعى بالوطن العربى.

وعقد «السيسى» وتميم مباحثات منفردة، أعقبتها مباحثات موسعة ضمت وفدى البلدين، وتحدث «السيسى» عن روح التعاون الأخوى بين مصر وقطر، وأشار إلى حرص مصر على تطوير علاقات التعاون الاقتصادى والتجارى مع مجتمع رجال الأعمال والشركات القطرية، وتنمية الاستثمارات المشتركة للمساهمة فى دعم مسيرة التنمية الاقتصادية بين البلدين الشقيقين فى إطار من العمل المشترك لتنظيم المصالح المتبادلة والاستغلال الأمثل للفرص المتاحة.

وأعرب رجال الأعمال القطريون عن تشرفهم بلقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى وسعادتهم بتنظيم اللقاء الذى يمثل فرصة كبيرة لتعزيز أواصر الأخوة والتعاون المشترك، مؤكدين تطلعهم لبحث إمكانات التعاون بين البلدين خاصة فى ظل توافر العديد من المجالات والفرص الاستثمارية الواعدة فى مصر لاسيما فى قطاعات الطاقة المتجددة والسياحة والإنشاءات والتطوير العقارى والزراعة والصناعة والرعاية الصحية.

لا توجد فى السياسة عداوات دائمة أو صداقات دائمة، ولكن توجد مصالح دائمة، فالسلام هو الطريق الوحيد لبناء الأوطان وسعادة الشعوب.

قناة الجزيرة وصفت زيارة الرئيس «السيسى» للدوحة بأنها أبرز حدث عربى عام 2022، وأن شعوب البلدين سوف يجنون ثمار عودة العلاقات الطبيعية، فى قطر يعمل نحو 300 ألف مصرى يتمتعون بكل حقوقهم، وفى مصر العديد من القطريين من طلاب ومستثمرين وسائحين ينعمون بالأمن فى بلدهم الثانى.