رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

 

 

 

يعتبر فؤاد سراج الدين آخر باشوات مصر وآخر زعماء حزب الوفد بعد سعد زغلول ومصطفى النحاس، تميز سراج الدين بشجاعته وصلابته وقوته فى الحق، وقف فى وجه الملك ووجه الاحتلال، حافظ على تماسك الوفديين بعد حل الأحزاب السياسية عقب ثورة 1952، وتواصل معهم تليفونيا وكان يلتقى بعضهم ويشاركهم مناسباتهم المختلفة فى السراء والضراء، فاستطاع أن يحافظ على الهوية الوفدية وحمايتها من الاندثار، حتى استطاع أن يعيد حزب الوفد إلى الحياة السياسية مرة أخرى عام 1978 وتولى رئاسته حتى وفاته.

صدرت ضد «سراج الدين» عدة أحكام بالسجن بعد ثورة 23 يوليو، كما تم اعتقاله عدة مرات آخرها فى اعتقالات سبتمبر أيام حكم السادات، وهناك موقف تاريخى حدث أثناء محاكمة «سراج الدين» فى عام 1954 أمام محكمة الثورة، وفى جلسة المحاكمة تقدم الدكتور محمد حسنين هيكل رئيس حزب الأحرار الدستوريين قبل الثورة بشهادته، ولكنه بدلا من الشهادة ضد «سراج الدين» شهد لصالحه، ولم يقف الدكتو هيكل عند حد القول انه يعز عليه أن يرى فؤاد سراج الدين مدعي عليه أمام محكمة الثورة، بل أضاف قائلاً: إنه إذا كان هناك من شرفوا الحياة البرلمانية فى مصر بنزاهتهم وذكائهم فإن فى صدرهم اثنين هما فؤاد سراج الدين ويوسف الجندي، وهى شهادة أمام الله، ورفض هيكل الطعن فى ذمة «سراج الدين» السياسية.

عن فترات سجن سراج الدين واعتقاله التى كان يقابلها بثبات وشخصية قوية لثقته فى تاريخه ووطنيته، قالت ابنته السيدة فايزة سراج الدين فى حوار للكاتب الصحفى ماهر مقلد والذى ضمه إلى كتابه شهود عن التاريخ، تناول فيه الجوانب الحقيقية فى حياة الزعيم فؤاد سراج الدين، وكانت فترات دخوله السجن قاسية علينا، وأذكر فى إحدى المرات التى كان فيها والدى معتقلا، تم نقله إلى المستشفى بسبب سوء حالته الصحية، وبعد مرور بضعة أيام صدر قرار بالإفراج عنه، شاهدت أمى وهى تعد الطعام لكى ترسله إليه، فأخبرتها بأنه سيخرج قبل الغداء فردت عليّ مؤكدة أن والدى هو الذى طلب الطعام، وبعد ذلك عرفت أنه فضل أن يتناول الطعام بنفسه مع رفاق السجن قبل أن يخرج!

تقول السيدة فايزة سراج الدين كان أبى يستقبل قرار الاعتقال ويغادر البيت مع رجال الأمن كأن لو كان ذاهبا إلى الوزارة، فقد كان يرتدى أفخر الملابس ويغضب جداً منا بسبب حالة الحزن التى كانت تعترينا، وكان يقول لنا: المسألة بسيطة ولا تستدعى كل هذا الحزن، وعندما كان الضباط يعتذرون منه كان يرد عليهم قائلاً: «أنا أعرف أن هذا شغلكم وأنا أتفهم ذلك»، لقد كان يصر على استقبالهم وتقديم واجب الضيافة لهم.

كان سراج الدين، أصغر وزير مصرى تولى العديد من الوزارات، حيث عين وزيراً للزراعة عام 1942، كما عين وزيرا للمواصلات عام 1949، وأشرف على وزارتى المالية والداخلية عام 1951، وله الفضل فى إصدار العديد من القوانين، منها قانون العمال عام 1943 وقانون النقابات العمالية، وقانون عقد العمل الفردى وقانون الضمان الاجتماعى، وأصدر قانونا ينظم هيئات الشرطة وأصدر قانون الكسب غير المشروع.

يعد فؤاد سراج الدين صاحب القرار التاريخى عندما كان وزيراً للداخلية، حيث أصدر تعليمات لجهاز الشرطة فى الإسماعيلية بالتصدى لقوات الاحتلال البريطاني، وذلك يوم 25 يناير 1952، وأصبح هذا اليوم عيدا للشرطة، لما قدمته من قوة فى المقاومة والتصدى للعدو، وكان سراج الدين صاحب الفضل فى إعادة حزب الوفد للحياة السياسية عام 1978، بعد السماح بقيام أحزاب سياسية فى مصر، وأصبح رئيساً له حتى وفاته فى 9 أغسطس عام 2000.