رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

 

 

العلم والفن أصبحا حاجة واحدة.. ولا يمكن إنتاج فن بلا علم، ولا يمكن تجاهل التقنيات الحديثة فى الأعمال الفنية.. وشغل الفهلوة، والشطارة والغزل بأى شىء.. لم يعد له مكان فى عالم الفنون حاليًا التى تحولت فيه على سبيل المثال استديوهات الإنتاج الفيلم السينمائى إلى معامل لتطبيق أحدث برامج الكمبيوتر!

الآن.. ومع التطور الرهيب فى التقنيات والبرمجة والتطبيقات الإلكترونية فى كل مجالات الفنون بما فيها الفن التشكيلى والسينما والمسرح والأوبرا والموسيقى.. الإنتاج الفنى كله تغير، وقواعد الإنتاج اختلفت وتطورت، والأشكال التقليدية لتقديم منتج فنى سواء فردى أو جماعى أصبح فيه كثير من العلم وقليل من الفن!

زمان.. كان معظم أساتذة أكاديمية الفنون من الفنانين.. كاتب، مخرج، موسيقى، مصور، ممثل، مهندس ديكور، مونتير.. ولا أعتقد الوضع حالياً اختلف كثيراً عن الخمسين عامًا التى مضت.. كل محاضرات هؤلاء الفنانين الأساتذة عبارة عن مجموعة من النصائح التقليدية، على شوية قواعد أساسية، على تجارب سابقة.. لا كتب ولا محاضرات.. ولذلك كان من يفلح من هؤلاء الطلبة يكون شبه أستاذه.. ونادرًا ما يطلع فنان متميز بشخصية مستقلة.. والكثير منهم لا ينجح إلا بعد العديد من التجارب الفاشلة التى يدفع ثمنها الجمهور.. وسمعة الفن والفنانين!

 وتاريخ الفن فى مصر عريق وقديم، والمصرى شخصية مبدعة.. وصنايعى، ويحب التجويد فى عمله، والكثير من الفنانين موهوبين بالفطرة.. ولكن ما زلنا نتعامل بقواعد الفن القديمة، والعالم يتطور، والكثير من الفنانين يفتقدون للعلم لتنمية مواهبهم وصقلها، ولذلك يظل سنوات هو نفس الفنان الذى عرفه الناس «بالشويتين بتوعه» لا يتطور ولا يتحسن، وهناك فنانون عاشوا عمرهم كله على «لازمة أو إفيه» قالها أول مرة فى فيلم أو مسرحية.. وعنها لا يضيف شيئًا جديدًا لا لنفسه ولا للفن!

ونحن للأسف.. ما زال المسرح يقدم عروضه بالشكل القديم، والسينما كذلك اللهم إلا تطور محدود باستخدام كاميرات ديجيتال حديثة.. أو عمل مطاردة سيارات تكون فقيرة بالمقارنة لما يحدث فى الأفلام الأمريكية وحتى الأوروبية والهندية.. وكأننا لا نعرف شيئًا عن استخدام التقنيات المستجدة والتكنولوجيا المتطورة والتى تمكنت من خلالها السينما الأمريكية من إنتاج أفلام كاملة فى الفضاء أو فى الغابات وتحت البحار دون أن يتحرك طاقم التمثيل والتصوير من داخل استوديوهات هوليوود.. وصارت معظم ميزانية إنتاج الفيلم، وحتى المسرحية، موجهة لإنتاج برامج وتطبيقات تنفيذ الأفلام على الكمبيوتر.. بينما نحن، ما زلنا كما نحن!

ولأن العلم أصبح جزءاً لا يتجزأ من الإنتاج الفنى، فإننا فى حاجة إلى فنانين متعلمين وليسوا فقط حصلوا على شهادات.. والمعرفة بالمستجدات فى الفنون بالعالم تحتاج إلى بعثات إلى الخارج.. للتعرف على خبرات أخرى، وللدراسة فى مدارس فنية مختلفة.. ولهذا كنت قد اقترحت من قبل بضرورة إرسال الطلاب الأوائل من خريجى المعاهد الفنية بأكاديمية الفنون، وليكن اختيار الأول على دفعته فى كل قسم من أقسام المسرح أو الموسيقى أو السينما.. وحتى الفنون الشعبية، للسفر فى بعثات تعليمية خارجية لأن ذلك هو الحل الوحيد من الخروج من دائرة المحلية الضيقة لفنوننا وإبداعنا بصفة عامة!

ولأن التغيير الوزارى الأخير طال وزيرى التعليم والثقافة فهى فرصة للوزيرين أن تكون أحد أهم ملفاتهما التعاون بينهما لتحديد على الأقل عدد من البعثات الخارجية لأوائل الخريجين من أكاديمية الفنون.. فى حال كنا جادين فى إرساء قواعد صناعة منتجات فنية على أسس علمية.. وليس بالفهلوة!

[email protected]