رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

البداية

منذ أن توليت رئاسة تحرير جريدة «الوفد» ابتعدت قليلاً عن الكتابة عن الساحرة المستديرة.. كرة القدم التى تجرى فى عروقى كعاشق وناقد بحكم أكثر من 30 سنة قضيتها فى دروبها وملاعبها.. وعاصرت خلال هذه الفترة الطويلة نجوماً وشخصيات كبيرة ورؤساء أندية عمالقة فى المجتمع المصرى مثل صالح سليم وعبده صالح الوحش وعبدالمحسن كامل مرتجى وحلمى زامورا وحسن عامر وحسن أبوالفتوح وكمال درويش وجلال إبراهيم ونور الدالى ومحمد عبدالغنى الجمسى وفؤاد سلطان وغيرهم الكثيرون مع حفظ الألقاب لهم جميعاً.

وحرصت طوال هذه السنوات الطويلة على أن يكون انتمائى الشخصى بعيداً تماماً عن قلمى.. ودربت نفسى على ضبط انفعالاتى أثناء المباريات لدرجة أنه من الصعب على أى شخص أن يحدد انتمائى الذى لا يظهر إلا فى بيتى وبين أفراد أسرتى.. أما فى عملى فهذا الانتماء لا تأثير له على الإطلاق.

أذكر هذه المقدمة بمناسبة ما أتابعه هذه الأيام بعد الفوز المستحق للزمالك بالدورى للموسم الثانى على التوالى.. والأداء الراقى فى معظم المباريات.. وتألق عدد كبير من نجوم القلعة البيضاء خاصة زيزو ومحمود حمدى الونش وأحمد فتوح وسيف الجزيرى وإمام عاشور.

وفى المقابل انهيار جماعى لفريق الأهلى الذى قدم عروضاً هزيلة ونتائج مخيبة للآمال من خلال أداء عشوائى ومرتبك.. وفشل حتى فى الحصول على تعاطف جماهيره ومؤيديه الذين تأكدوا أن عدداً كبيراً ممن يرتدون الفانلة الحمراء لا يستحقون حتى أن يمروا بجوار أسوار النادى الأهلى..

كل هذا يمكن أن نقوله ونحلله كمتخصصين.. ولكنى أقصد من كتابة هذه السطور والعودة الاستثنائية للحديث عن الكرة.. التأكيد على نقطة غاية فى الأهمية وهى أنه لا يليق بأى إعلامى أن يعلن عن انتمائه بهذه الصورة الفجة التى نراها على الشاشات التى يستعرض خلالها هواة هذا العك عضلاتهم، وهم لا يدركون أن هذه التصرفات تشعل الفتنة بين جماهير الناديين الكبيرين.. ويمكن أن تكون سبباً فى سقوط ضحايا فى الملاعب والمدرجات كما حدث من قبل.. والأصعب من ذلك الموضة الجديدة التى نتابعها من خلال تصريحات بعض الوزراء الذين تباروا فى الكشف عن انتماءاتهم الكروية دون أن يطلب منهم أحد ذلك.. أعلن أحدهم عن انتمائه للزمالك فى تصريح مندفع لم يكن له أى داعٍ وأثار لغطاً كبيراً.. وتبعه نائب وزير آخر أكد أيضاً فى تصريح غريب أنه زملكاوى.. وأشار إلى أن الوزير أهلاوى.. وكنت أتمنى أن يدرك كل مسئول خطورة تصريحاته والكشف عن انتمائه الكروى.. وأن مهمته من خلال المنصب السياسى الذى يتولاه أكبر وأعمق وأهم من ذلك.. وأنه ليس وزيراً للساحرة المستديرة.. وأن الشعب المصرى ينتظر من الوزراء اجتهاداً أكبر لتوفير مستوى معيشة أفضل نتطلع جميعاً إليه من خلال أداء جماعى إيجابى للحكومة.. بدلاً من الكلام عن الكرة وإعلان الانتماءات الكروية التى تشعل نار الفتنة.

أتمنى من الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء أن ينبه أعضاء حكومته إلى ضرورة عدم تكرار ذلك، لأنه أمر خطير وله تبعات سلبية.

ولا أجد فى إعلان أى وزير عن انتمائه الكروى أى فائدة تذكر خاصة أنه سيكسب تعاطف نصف المجتمع.. ويخسر النصف الآخر.. وإذا كان ذلك ممكناً مع المواطن العادى.. إلا أنه لا يليق أبداً بأى وزير!

[email protected]