رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

ربما.. قد يرى البعض أن تغيير الشخص المسئول عن الثقافة، ليس مهمًا مثل أهمية تغيير المسئول عن التعليم أو الصحة أو محافظ البنك المركزى.. حيث لا مقارنة بين ضرورة المدارس والمستشفيات وبين ضرورة قصور الثقافة، ولا مقاربة بين الاقتصاد والفلوس وبين الفكر والأدب.. وهذا الرأى لا كله صحيح ولا كله خطأ!

ولكن.. هل لا توجد علاقة بين الاقتصاد والثقافة؟.. لا شك أن الكلام عن الثقافة بمفهومها العام، بما تشمل الفكر والفن والأدب والتراث والعادات والتقاليد والموروثات الشعبية.. وغير ذلك، قد أضحت صناعة كاملة لها علاقة بالسياحة والآثار والاقتصاد بمختلف اشكالهم وأنواعهم ومنتجاتهم.. والسينما الأمريكية على سبيل المثال، تعتبر من أهم مكونات الثقافة الأمريكية، ومصدرا مهما للاقتصاد الأمريكى.. والسينما المصرية فى مرحلة لم تبتعد عن ذلك عندما كانت مصدر الدخل الثانى للبلاد بعد القطن!

ولذلك.. أدعو وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلانى، اقتناء كتاب مهم جداً، قد يكون ملهمًا لخطط مرحلية ومستقبلية لوزارة الثقافة، حول الطريقة المثلى لكيفية استثمار الثقافة والفنون بصورة اقتصادية، وقد يعطى تصورًا مغايرًا للشراكة المنتجة بين الثقافة والوزارات والمؤسسات الأخرى.. وقد تسترشد به لوضع استراتيجية ثقافية للدولة المصرية فى المرحلة القادمة فى ظل المتغيرات والتحديات والصعاب الاقتصادية التى تشهدها كل دول العالم الآن ومنها مصر بالطبع!

الكتاب.. هو «الثروة الإبداعية للأمم» تأليف باتريك كاباندا، وصدر عن سلسلة «عالم المعرفة» للمجلس الوطنى للثقافة بالكويت، ويعتبر آخر ابداعات مفكرنا الكبير الراحل الدكتور شاكر عبدالحميد، وزير الثقافة الأسبق، والذى ترجمه فى السنوات الأخيرة من حياته.. حيث طرح الكتاب سؤالا تأسيسيا فى البداية.. هل تستطيع الفنون أن تدفع التنمية إلى الأمام؟

وفى محاولته الإجابة عن السؤال، يضع الكتاب الذى صدر بالإنجليزية 2018، تصورًا حول الفنون والثقافة ودورهما فى الاقتصاد، لكنه يركز على الفنون أكثر من خلال تناول موضوعات مهمة كالاقِتصاد الإبداعى، والفنون والتنمية، والإدارة البيئية، والتجارة فى الخدمات الثقافية والسياحة الثقافية، ودور الفنانين فى العصر الرقمى، والفنون والصحة النفسية، والتعارف الاجتماعى بعد الكوارث والأزمات، والخيال الإبداعى مع تطبيقات ودراسات حالات المجتمعات التى استطاعت أن تنهض وتتقدم، وتحقق أرباحًا وتوفر وظائف وتمزج مشروعات من خلال الإبداع والابتكار!

إن.. ثروة الكثير من الأمم فى إبداعها ومبدعيها.. ومصر تحديدًا هى الدولة الرائدة التى ابتكرت هذا المفهوم بآثارها وابداعها الإنسانى.. وأنه فى الدول النامية، والتى تعانى مشكلات وتحديات اقتصادية واجتماعية وسياسية وصحية وتعليمية عديدة، يمكن للفنون والثقافة أن تثرى حياة شعوبها، وأن تكون هناك أدوار مهمة للموسيقى والغناء والسينما والرقص والمسرح والتليفزيون فى اقتصادها.. ويكون ذلك ممكنا من خلال إنتاج سلع ثقافية قابلة للبيع، يمكن للعالم كله أن يستفيد منها!

هى.. أحلام قابلة للتحقيق يا وزيرة الثقافة أنصحك بها.. قبل أن تهاجمك كوابيس الادارة فى دهاليز الوزارة!

[email protected]