رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عن دار الرافدين بلبنان صدرت الطبعة الثانية من كتاب (التكرار).. والكتاب للفيلسوف الدانمركى (كيركجور).. أبوالفلسفة الوجودية.. وكيركجور بشكل عام من الفلاسفة الذاتيين ودراسته شائقة وممتعة بشرط أن تتواشج وتفهم مقولاته وطريقة تفكيره.. لكن ما يهمنا والذى أريد أن أركز عليه هو أن الكتاب من ترجمة: قحطان جاسم.. وهو شاعر ومترجم وباحث فى علم الاجتماع السياسى، مولود فى العراق، ويقيم فى الدانمرك منذ سنوات طويلة.. له العديد من الكتب.. والمترجمات، وتلك الترجمات عن اللغة الدانمركية.. إلى جانب العديد من دواوين الشعر.

وكيركجور هو فيلسوف دانمركى.. وعندما يترجم له قحطان جاسم، فمعنى ذلك هو يترجم من اللغة الأم.. لذلك نجد أن الكتاب شديد الوضوح والتنظيم.. هو يمتلك ناصية اللغة الدانمركية، ناهيك عن فهمه الجيد والدقيق لفلسفة كيركجور.. يشير قحطان جاسم فى التوطئة لقضية مهمة لابد من الالتفات إليها..وخلال المقدمة نتعلم من المترجم المتمكن، هى دروس مهمة لبيان أهمية وحرفية ودفة الترجمة، وكيف تكون على وعى بما تقدمه ودراية كافية بالعصر واللغة والسياق.. دروس مهمة يعرضها قحطان تجعلك تشعر بجمال كل كلمة تقرؤها.. (فسعى المترجم الصارم لترجمة حرفية للنص ينتج عنه تجاهله فوارق اللغة والمكان والزمان بين اللغتين. فاللغة عالم متطور، وهناك مفردات قد يقوم بنقلها المترجم حرفياً قد تكون لها معانٍ مخالفة فى اللغة الأصلية ذاتها، خصوصاً عندما يكون هذا النص المترجم مكتوباً منذ زمن طويل قد امتد إلى أكثر من مائتى عام، كنصوص كيركجور، وهذا أمر ينطبق على ترجمة كتاب التكرار).

ويشير أيضاً قحطان.. إلى أن فهم المعنى والإطار الأدبى والفكرى والتاريخى الذى ظهر فيه المفهوم، والغرض الذى استخدمه كيركجور له، يلعب دوراً كبيراً فى الترجمة، أى عدم الاكتفاء بترجمة المفردة حرفياً، والاعتماد فقط على استعمالها اللغوى العام.

ومفاهيم كيركجور صعبة ومعقدة فكرياً ولغوياً. ولغته ذات تركيب متعدد ومتنوع المعانى حتى حين تكون فى مقطع واحد فقط. علاوة على ذلك، كثير من المفردات التى يستخدمها كالحب، الفزع، الخديعة، الجمال، الخوف، الحرية، العادى، الاستثنائى... إلخ، وتبدو فى الظاهر عادية للقارئ، تعبِّر فى جوهرها عن قضايا فلسفية، ويتطلب لفهم سياقاتها الفكرية واستخداماتها معرفة أعمق بكامل النص، بل حتى بأعماله الأخرى، كما يوصى بذلك الباحث الدانمركى ف.ج. جانسن.. أن نفهم هندسة الفكرة لكى نستطيع وصف العبارة، وطريقة التفكير، قبل أن نأمل أن نقول شيئاً مقبولاً عن البنية الظاهرة، التركيب، والأسلوب.

ويشير أيضاً قحطان.. كيركجور يعيش من أجل حقيقة، وهذه الحقيقة هى فكرة،... فما هى الحقيقة سوى أن تعيش من أجل فكرة. وينبغى على المترجم أن يكون أميناً لهذه الفكرة، سواء فى شكلها– أم طريقة التعبير عنها، أم فى علاقاتها مع الأفكار الأخرى، أم فى المعانى المتولدة عنها. وكم أتمنى أن يخرج لنا الأستاذ قحطان ترجمة لكل أعمال كيركجور حتى تتسنى لنا قراءتها من لغتها الأصلية.. ولو تمكن من فعل ذلك فإنه سيقدم خدمة جليلة للمكتبة العربية.. نحن ننتظر ذلك.

 

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال

أكاديمية الفنون