رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

يقول الشاعر الكبير مرسى جميل عزيز فى أغنية فات الميعاد للسيدة أم كلثوم، ألحان بليغ حمدى «وعايزنا نرجع زى زمان قول للزمان إرجع يا زمان».. وجمهور حفلات الست لن يرجع لأن زمانه راح ولن يعود، أما جمهور حفلات الصيف بالساحل الشمالى المعروف بالشرير يعيش زمانه بأزماته العامة والخاصة.. ويا له من فرق بين السماء والأرض بين الجمهورين!

كان جمهور أم كلثوم يحضر الحفلة بكامل أناقته.. الرجال بالبدلة الرسمية والسيدات بفساتين السهرة السواريه على آخر موضة.. أما جمهور حفلات الساحل يحضرها بالشورتات والتيشرتات والملابس المقطعة للشباب والشابات، وإذا كانت الحفلة على الشاطئ يكون الكل كما خلقتنى يا مولاى بالمايوه!

وجمهور حفلات أم كلثوم كان يشبه الست.. نفس الفساتين تقريبا، وكذلك شبه المؤلفين والملحنين ببدلهم التقليدية.. أحمد رامى، وعبدالوهاب محمد، وزكريا أحمد ورياض السنباطى.. أما جمهور الساحل فهو شبه عمرو دياب وروبى وصافيناز، وحمو بيكا وحسن شاكوش وبوسى بملابسهم الكاجوال!

وجمهور أم كلثوم كان يأتى للحفلة بسيارات كاديلاك فخمة، معروف من يمتلكها وكيف امتلكها، ومن شوارع هادئة مغسولة بالماء والصابون، لا تسمع فيها صياحا ولا شتائم ولا ألفاظا تخدش مسامع المارة.. أما جمهور حفلات الصيف الآن يأتى بسيارات حديثة لا تعرف من يمتلكها ولا كيف امتلكها، كلها غالية الثمن جدًا ولكن بلا قيمة.. أما الشوارع وما فيها من ألفاظ يعف اللسان عن قولها أو وصفها!

فى حفلات الست كانت أم كلثوم تغنى والجمهور يسمع ويستمتع بالصوت والكلمة واللحن وهو يجلس ويتمايل بوقار احتراما للجهد المبذول فى إبداع الأغنية، وتقديرًا لصوت فريد، والكلمات الرقيقة، وعظمة اللحن.. أما جمهور الساحل يحضر الحفلة واقفاً، وهو الذى يغنى ولا يسمع المطرب وطول الوقت يرقص على الطبلة لا على اللحن!

عندما كانت أم كلثوم تنتهى من كوبليه من الأغنية كان التصفيق هو وسيلة للجمهور للتعبير عن الاستمتاع والاستحسان وأعلى صوت من الجمهور كان صوت الحاج سعيد الطحان، صاحب أشهر جملة فى حفلات أم كلثوم «عظمة على عظمة يا ست»، وكان يأتى من محافظة الغربية لحضور حفلات أم كلثوم، حتى عرف عنه بـ«مجنون أم كلثوم».. أما جمهور الساحل الشرير فهو شرير فعلا.. يرقص بعنف، ويحملون بعضهم بعضًا على الأكتاف وكأنهم فى مظاهرة!

غنت أم كلثوم نحو 320 أغنية، فى عشرات الحفلات، ومنذ كانت فى العاشرة وحتى توفاه الله عن عمر 76 عاما ولم تحدث مشاجرة واحدة فى جميع حفلاتها مهما كان عدد الجمهور، أما حفلات الساحل الشرير حاليًا ففيها مشاجرات وأمن وقنابل مسيلة للدموع وإصابات وضحايا وكأنها معارك حربية وليست حفلات غنائية.. وعادة تبدأ الحفلة بمشاجرات وأمن وضرب وبوليس ويمكن أن تنتهى الحفلة فى قسم الشرطة وحجز المطرب والجمهور معاً!

ولذا ليس غريبًا أننا نفتخر حتى الآن بجمهور الست أم كلثوم رغم أنه يعتبر دقة قديمة، ونتبرأ من جمهور حفلات الساحل مع أنه يدعى التطور ومواكبة العصر!

[email protected]