رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

لم يكن مهرجان الجونة السينمائى مجرد سجادة حمراء وفساتين وفنانين حلوين، وهى كلها أشياء جميلة ومبهجة وتليق بالفن والسينما.. ومع ذلك المهرجان كان أكبر من ذلك، كان إضافة ثقافية مصرية نحن فى أشد الحاجة إليها، وحدثاً فنياً راقياً فى منظومة الإنتاج السينمائى المصرى، وواجهة سياحية لأجمل مكان فى الدنيا فى أم الدنيا!

وكان قرار إدارة المهرجان بتأجيل الدورة السادسة التى كان من المفروض إقامتها فى الفترة من 13 إلى 22 أكتوبر المقبل، قرارًا مؤلمًا بلا شك على صناع السينما وعلى قطاع السياحة وعلى الثقافة المصرية، لأن مهرجان الجونة قام بسد فراغ سينمائى وسياحى فى مصر، كنا نأسف لغيابه سنوات طويلة، ونحلم بأن يأتى يوم لإقامة مهرجان فى مصر مثل مهرجان كان السينمائى الفرنسي!

ولماذا مهرجان كان السينمائى، وليس برلين أو مهرجان البندقية؟.. لأن «كان» مدينة فى جنوب فرنسا، مثلها مثل الغردقة، والمهرجان هو الذى جعل لها هذه الشهرة العالمية، وجعلت هى أيضاً من المهرجان أهم الأحداث السياحية فى العالم، وكثيرًا ما شهدنا أشهر السينمائيين بملابسهم البيضاء على شاطئ البحر المتوسط فى كان حيث يقام المهرجان فى شهر مايو منذ عام 1946 ويوزع المهرجان عدة جوائز أهمها جائزة السعفة الذهبية لأفضل فيلم، وقد سبق وحصل عليها المخرج يوسف شاهين عن مجمل أعماله!

وأهمية مهرجان الجونة السينمائى فى مصر، فى أنه يعتبر النسخة الثانية من مهرجان كان السينمائى فى فرنسا، لأن مصر كانت ثانى دولة تدخلها السينما فى العالم بعد فرنسا.. وذلك عندما بدأت علاقة مصر بالسينما فى نفس الوقت الذى بدأته فى العالم، كان أول عرض سينمائى تجارى فى العالم فى ديسمبر 1895 فى باريس وتحديداً بالصالون‏ ‏الهندى ‏بالمقهى‏ ‏الكبير (الجراند‏ ‏كافيه) ‏بشارع كابوسين بالعاصمة‏ ‏الفرنسية باريس، وكان فيلمًا صامتًا للأخوين «لوميير»، وبعد هذا التاريخ بأيام قدم أول عرض سينمائى فى مصر فى مقهى (زوانى) بمدينة الإسكندرية فى يناير 1896، وتبعه أول عرض سينمائى بمدينة القاهرة فى 28 يناير 1896 فى سينما (سانتى)، ثم كان العرض السينمائى الثالث بمدينة بورسعيد فى عام 1898.

ولذلك كان مهرجان الجونة امتدادًا لتاريخ طويل للسينما فى مصر، صحيح لدينا مهرجان القاهرة السينمائى الدولى وهو من أعرق المهرجانات فى المنطقة، وعدد من المهرجانات الأخرى فى الإسكندرية، والأقصر للسينما الإفريقية، وسينما المرأة فى أسوان.. وغيرها. وأضيف إليهم مهرجان الجونة كبقعة ضوء سينمائية وثقافية منيرة فى مصر، خاصة أن الكثير من الدول فى المنطقة تنظم عدداً من المهرجانات الكبيرة، ولذلك نتمنى التراجع عن القرار التأجيل أو يكون مجرد تأجيل وليس إلغاء.. لأن خسارة حدث ثقافى يعنى خسارة مساحة جديدة من التنوير.. ونحن لا تنقصنا خسائر مساحات أخرى أمام الظلاميين!

[email protected]