رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

البداية..

عندما تتولى القيادة.. من الطبيعى ان تفقد بعض الذين كنت تظن أنهم أصدقاؤك ومقربون منك.. لا لشىء إلا لأنهم ظنوا ان النظام لن يطبق عليهم لأنهم أصدقاؤك.. وأنهم سيدخلون فى قائمة «الاستثناءات» التى اعتاد عليها الجميع.

وهذه القائمة هى أبرز مظاهر الخلل التى يعيشها المجتمع فى الوقت الحالى.. والمؤكد أن النظام والعدالة والحق أهم من الاحتفاظ بأصدقاء ممن يفكرون بهذه الطريقة ولا يبحثون إلا عن مصالحهم الخاصة.. فالبعض يعشق «الفوضى» التى يختلط فيها الحابل بالنابل.. ويستوى فيها المجد المجتهد المتميز مع المدعى «الحلنجى.. الزلنطحى»..

لذلك لا سبيل للتقدم ولا وسيلة لدفع العجلة إلى الأمام إلا بتطبيق النظام على الجميع وتحقيق العدالة بقدر الإمكان.. وبغير ذلك لا يجب أن يسأل أى شخص عن الوضع القائم ولماذا لا نتحرك إلى الأمام بصورة ملحوظة.. وأقول لهم جميعا عليكم أن تطبقوا أولا العبارة الشهيرة «ابدأ بنفسك».. ومن بين المظاهر المثيرة للدهشة هؤلاء الذين يجلسون ولا يقدمون أى شىء وهم أكثر الناس توجيها للانتقادات وبطريقة حادة ولاذعة، وكأنهم وحدهم العالمون ببواطن الأمور وهم الذين يعرفون طريق الصلاح والإصلاح.. وأبسط قواعد الانتقاد أن تقدم بديلا مقنعا عمليا للوضع الذى تنتقده يمكن أن يطبق على أرض الواقع وإلا يكون ضربا من ضروب الوهم والخيال.. وينطبق الكلام على كافة المجالات.. سياسة واقتصاد وفن ورياضة وغيرها.. تحول الجميع لخبراء يفهمون فى كل شىء ولديهم حلول جهنمية.. وفى الحقيقة كثيرون منهم يغرقون فى «شبر ميه» عندما يجدون أنفسهم فى موقع المسئولية.. وأرى أن هذه «الآفة» تصاعدت بدرجة كبيرة بسبب الانتشار الواسع لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعى.. آراء عجيبة وغريبة تعبر عن سطحية وجهل مفزع.. فى جميع المجالات.. نرى اقتراحات لحل جميع المشاكل ومحاولات لإقناع الناس بأنهم يملكون عصا سحرية للخروج من المشاكل وتحقيق انطلاقات رهيبة فى مختلف المجالات.. ويغيب عن هؤلاء أن ازمتنا الحقيقية فى غياب «التخصص» الذى يتميز به الغرب المتقدم.. ونحتاج لضبط «البوصلة» نحو الاتجاه الصحيح لكل منا بدلا من حالة «التوهان» التى يعيشها الكثيرون.. الجميع أصبح يفهم فى كل شىء بل وأصبح خبيرا ولديه الحلول لكل المشاكل والأزمات.. ولو ركز كل منا فى مجاله ومنطقته التى يفهم فيها ومكلف بها لتحركنا جميعا الى الأمام.. ولكن أصبح كل منا لديه حلول عبقرية لمشاكل الآخرين.. وهو فى نفس الوقت لم يحل مشكلته هو شخصيا.. هذا المجتمع بالفعل يحتاج لتطبيق نظرية «ابدأ بنفسك».. وأعتقد انه اذا بدأ كل شخص بنفسه والتزم وانضبط فلن يفرغ منها.. ولكن المؤكد أنها ستكون خطوة إيجابية وبداية الإصلاح الحقيقى على مستوى الأفراد.. وبالتالى سينصلح حال المجتمع كله ويتحقق التقدم الذى نسعى إليه جميعا على كافة المستويات وتتحقق العدالة المنشودة على يد من يتولى مهمة القيادة والتى يظن الكثيرون انها مهمة سهلة وهى ليست كذلك على الإطلاق!!

 

[email protected]