رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

 

 

مرت علينا فى الأيام الأولى من هذا الشهر ذكرى هزيمة 67 التى تركت آثارًا مؤلمة سواء فى الجيل الذى عاصر تلك الهزيمة أو فى الأجيال اللاحقة لها.. تجرعنا مرارة الهزيمة على أيدى عبدالناصر ورجاله حتى جاء الرئيس السادات الذى اتخذ قرار الحرب وخاض جيش مصر العظيم حرب العزة والكرامة حرب 73 المجيدة.

مرت علينا ذكرى الهزيمة ولم نتوقف أمامها كثيرًا هذا العام.. كنا فى كل عام نخوض فى تفاصيلها وفصولها حتى نستخلص العبر والعظات.. ولكن هذا العام مرت الذكرى مرو الكرام.. وأجدنى عائدا إليها متأملاً فى أهم مشهد من مشاهد تلك الهزيمة وهو إعلام هذه الفترة.. إعلام الخزى والعار.. خدع إعلامنا فى ذلك الوقت الشعب المصرى وشعوب المنطقة العربية بأسرها.. كان الإعلام يتحدث عن البطولات والأمجاد التى حققتها قواتنا والنجاحات التى حققناها فى إسقاط طائرات العدو فى الوقت الذى ضربت فيه طائراتنا قبل إقلاعها من المطارات.

لم تتوقف جريمة الإعلام عند أيام الحرب فقط ولكن كانت قبل ذلك بكثير، فصورت لنا جمال عبدالناصر بأنه القائد والزعيم الذى لا يقهر، وأنه قادر على سحق إسرائيل ومن يقف وراء إسرائيل، وأنه -أى عبدالناصر- سليقى بهم جميعًا فى مياه البحر.

كان هذا حال إعلامنا فى هذه الفترة الحالكة.. وعلى هذا الدرب سار الإعلام العربى فترات بعدها.. ورأينا إعلام الصحاف وزير الإعلام العراقى الذى خرج علينا فى الغزو الأمريكى للعراق متحدثًا عن الأمجاد والبطولات التى يحققها الرئيس صدام حسين وجنوده واستعداداتهم لسحق القوات الأمريكية ودفنها على أرض العراق.. صدقنا جميعًا الصحاف وتصورنا أن هناك معجزة حقيقية على أرض العراق.. وما إن بدأ الغزو حتى تبخر كل شىء وسقط العراق فى دقائق واختفى الصحاف وانكشف إعلام العار.. إعلام التضليل والخداع.

واليوم وبعد مرور سنوات طويلة تبدلت الصورة وظهر إعلام عربى جديد.. إعلام يحمل رسالة.. يحركه الوعى.. يقدر المسئولية.. أصبحنا أمام إعلام جديد يدرك حجم التحديات والمخاطر التى يواجهها عالمنا العربى ويسعى إلى تنسيق المواقف وتبادل الخبرات من أجل تحقيق رسالته.

تذكرت ذلك وأنا أتابع زيارة ولى العهد السعودى إلى القاهرة منذ أيام.. اصطحب الأمير محمد بن سلمان خلال الزيارة وفدا إعلاميا رفيع المستوى وهو ما يدل على أهمية تلك الزيارة، ويؤكد أيضًا أهمية دور الإعلام العربى فى هذه المرحلة.

تابعت فعاليات الملتقى الإعلامى المصرى - السعودى الذى انعقد على هامش الزيارة لبحث التعاون المشترك بين إعلام البلدين.. وأعجبنى ما قاله كرم جبر رئيس المجلس الأعلى للإعلام حول ضرورة التعاون الوثيق بين الإعلام المصرى والسعودى.. تعاون يعكس حجم العلاقات السياسية بين زعماء الدولتين.

وحدد خالد الغامدى وكيل وزارة الإعلام السعودية فى تصريحاته محاور استراتيجية للتعاون لو تم تنفيذها سنكون أمام أول تجربة ناجحة لتعاون إعلامى مشترك بين دول المنطقة.. تحدث الغامدى عن التعاون فى مجال الصحافة والتبادل الإخبارى وتبادل الزيارات الإعلامية والتبادل بين وكالات الأنباء والتليفزيون فى البلدين.

لقد فرضت علينا ثورة المعلومات والتطور المذهل فى السوشيال ميديا إعلاما جديدًا لم يكن موجودًا فى الماضى.. وأعتقد أننا أمام إعلام عربى جديد يبدأ مساره من محور القاهرة - الرياض.