رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

 

 

 

الفن لا ينفصل عن السياحة، وعلاقة السياحة بالآثار أساسية، والتسوق لا يقل أهمية عنها للتنشيط الاقتصادى.. الأهم هو كيف عمل منظومة استثمارية منهم ناجحة!

وفى مصر.. كان الفن من مصادر الجذب السياحى لأكثر من 50 عامًا ماضية، حيث كان المسرح والحفلات الغنائية والسينما من أهم عوامل حضور العائلات العربية والخليجية تحديدا لقضاء عطلة الصيف فى مصر.. ومن لا يعرف فإن معظم الخليجيين يفضلون قضاء أسرهم وأطفالهم العطلة فى مصر، لأنها مناسبة للتصييف العائلى، حيث يتجمعون فى أماكن آمنة، ويعرفون التعامل مع المصريين الذين يرحبون بهم بخفة الدم والطيبة المعهودة.. وبدون مخاطر!

ورغم أن الظروف السياسية والحروب الكثيرة التى شهدتها معظم الدول السياحية فى العالم العربى فى السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى جائحة كورونا جعلت من مصر ربما الوجهة الأولى للسائح العربى.. ولم يكن ينافسها سوى تركيا، وبعد أن أضر الرئيس التركى بلاده بسياسة عدائية ضد الدول العربية فى السنوات الأخيرة، كادت أن تكون مصر هى المقصد العربى الوحيد للسياحة!

ولكن.. ذلك لن يدوم كثيرا، ربما بعد أيام أو أسابيع على الأكثر، وستجد مصر نفسها فى منافسة شرسة مع العديد من الدول التى تحاول عمل عجين الفلاحة لجذب السائحين بأى شكل وبأى ثمن، وخصوصًا فى ظل الأزمات العالمية التى أثرت على اقتصاديات الدول، الكبيرة والصغيرة، بعد جائحة كورونا، ثم الحرب الروسية الأوكرانية.. ما اضطر معظم الدول الاتجاه إلى استثمار قدراتها وامكاناتها المحلية، لتعويض خسائرها الناجمة عن هذه الازمات.. والحقيقة القيادة السياسية فى مصر تحاول التقليل من هذه الآثار السلبية على الشعب باستثمار علاقاتها العربية والدولية ورصيدها السياسى للتخفيف بقدر المستطاع على الاقتصاد المصري!

وشخصياً.. كنت أتوقع فى هذا الصيف من وزارات مثل السياحة والآثار والثقافة وكذلك الصناعة، أن تكون على نفس مستوى جهود القيادة السياسية الخارجية، العربية والدولية، والتى نرى نتائجها يوميًا بأشكال مختلفة.. لقاءات قمة، اتفاقيات تعاون، استثمارات، بأن تشتغل هذه الوزارات فى منظومة واحدة بتنظيم مهرجانات فنية وسياحية وتسويق.. ونحن لا ينقصنا شيء من ذلك، فلن نستورد فنانين ومطربين ومطربات من الخارج، ولن نخترع أماكن سياحية من لا شيء، ولن نستورد ملابس فاخرة ومنسوجات واكسسوارات من دول أخرى، ولدينا فنادق ومنتجعات ومسارح وآثار.. ومدن ساحرة، وممشى رائع على النيل يمكن أن يكون مزارا ممتعا لكل سائح.. فماذا ينقصنا لعمل مهرجان للفن والتسوق فى الصيف، وقد سبقتنا دول أخرى فى ذلك؟.. الحقيقة نحن لا ينقصنا سوى الابتكار فى الأفكار، والرغبة الصادقة فى تعظيم الفائدة بما نمتلك من مقاصد سياحية، وقوى ناعمة، وخيرات الصناعة والزراعة.. نحن ضيقناها على أنفسنا بغياب خيالنا الواسع عن استغلال كنوزنا!

[email protected]