رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

 

 

قال أحدهم مفتخراً وهو يشير إليها بصوت جهورى خلال حديثه فى لقاءات سريعة تم إجراؤها مع عدد من الأهالى لبعض الفضائيات لتغطية الواقعة، إن عمر المبروكة دى من عمره وهى موجودة من 50 عاماً.. وبتشفى أى مرض، وبمتابعة جولات الكاميرات فى المكان الذى يتحدث عنه أهالى إحدى المناطق بمحافظة البحيرة. تمت الإشارة مراراً وتكراراً إلى بالوعة صرف صحى بداخلها مياه عفنة وبكبورتية اللون، واتضح أن هذه البالوعة هى التى يقصدها الأهالى منذ 50 عاماً يا للهول! ويأتون إليها من كل صوب ومن بعض المحافظات المجاورة ليس للزيارة فحسب بل ليغترفوا منها الماء الآسن، ويصبونه على رؤوسهم وأجسادهم، وبلغ بهم من الجهل أن ربطوا هذا العمل الخزعبلى أثناء بوضوئهم قبيل أدائهم صلاة الجمعة.

لقد جمعوا بين جهالات المعتقد وجهالات الفقه، فيتطهرون بالنجاسة وقت صلاة الجمعة، لقد فسدت معتقداتهم، واعتقادهم أن البلاعة سبب شفائهم، وهى نجاسات وخبائث لأنها بول وبراز، فتخيلوا أن هناك أناساً يتسابقون على استخدام مياه الصرف الصحى هذه بداعى العلاج من الأمراض. ووصفوها بأنها مبروكة لخروجها من 3 مساجد بالمنطقة، بل ادعوا قدرتها على شفاء المصابين من الأمراض الجلدية. حتى قالت إحدى السيدات إنها جاءت خصيصاً من محافظة الإسكندرية إلى البحيرة للتبرك والعلاج بتلك المياه بعدما يئست من الشفاء، زاعمة أنها شفيت بالفعل وتحسنت حالتها الطبية بعد أن استخدمت هذه المياه القذرة.

لقد أجمع الأطباء والفقهاء على أن هذه الأفعال غير المسئولة لا تمت للعلم ولا الطب بصلة ووجوب حرمانية الوضوء منها أو التبرك بها، ومردودها على صحة هؤلاء المواطنين خطير، لأنها تؤدى إلى أمراض مزمنة وفتاكة. وهنا نتساءل إن هذه البالوعة لها نصف قرن يستخدمها الأهالى ويتبركون بها وتوجد فى منطقة بها 3 مساجد كبيرة ألم تكن هناك توعية من أئمة هذه المساجد الـ3 أو منع أو تحريم، حتى للوضوء بها، وأين الحى المشرف على هذه المنطقة أو الوحدة المحلية.

 إن المحافظة لم تتحرك إلا منذ عدة أيام عندما أثارت الصحف والمواقع ضجة عن تلك البالوعة وتناقلت الفضائيات هذا الفيديو الكارثى، ألم يكن فيهم من رجل رشيد. ألم ينتبه أى مسئول لهذه المصيبة من استخدام مياه مليئة بالفيروسات والبكتيريا، والفطريات الممرضة والمركبات الكيماوية التى قد تسبب لهم أمراضاً شديدة الخطورة على الجلد والكبد والكلى حتى صارت مثار جدل رواد منصات التواصل الاجتماعى. تلك الخرافات تعرض حياة المواطنين للخطر، واللافت للنظر والاستغراب أن بعد الـ50 عاماً، وبعد الضجة العنيفة التى أثيرت ضد هذه السلوكيات تتحرك المحافظة وتردم البالوعة ومع ذلك يتساءل أحد المواطنين: انتم هاتوصلوها بإيه ولا هاتتردم، فأجابوه: بنردمها. وأمام هذه الخرافات نعوذ بالله من سوء المعتقد.