رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

 

 

 

منذ أيام انشغلت مواقع التواصل الاجتماعى بمغنى الراب المصرى « ويجز»، وهو شاب من الإسكندرية اسمه أحمد على، وذلك بعد أن رفع علم فلسطين أثناء حفل له فى العاصمة الفرنسية باريس.. وكأنه يذكرنا وسط الحفاوة العربية الرسمية بإسرائيل، إنها هى التى تحتل فلسطين وليس العكس! ويبدو إنه لن يتبقى لفلسطين سوى الشباب.. بل لن يتبقى للعرب كلهم سوى شبابه للحفاظ على وجودهم على خريطة العالم!

ويجز.. مثل الشباب المصرى الذين شاهدناهم قبل أيام فى فيديو انتشر على السوشيال ميديا، وهم يغنون بصورة جماعية أغنية «أنا دمى فلسطينى» فى حفل تصادف وجود إسرائيليين فيه، والذين ظهروا فى حالة عزلة وحصار نفسى أمام رفض وجودهم بالحفل كرمزية لرفض احتلالهم للأرض وقتلهم لآلاف الفلسطينيين.. مع أن الإسرائيليين لم يحملوا بنادقهم فى الحفل ولكن الشباب يعلم أنهم يخبئونها فى أفكارهم.. وتحت جلودهم!

ويجز.. أنضجته التجربة فى الشوارع، واللعب مع الأصحاب بالكرة الشراب على الاسفلت فى حوارى الورديان بالإسكندرية، والسهر طول الليل على الكورنيش فى عز المطر والشتاء والعشاء بساندويتش كبدة.. وبالسفر لبلاد أخرى والتعرف على أفكار مختلفة عبر شاشة موبايله المكسرة!

ويجز.. شبه الشباب الذى يغنى لهم.. وشبه الواقع الذى يحاصرهم، ويستقوى عليهم بتحديات وصراعات كبيرة هم ليسوا قدها.. جميعهم صغار السن، وأحلامهم أصغر منهم، وأضعف وأبسط.. لا يريدون كنوز على بابا، ولا عيشة أهل أوروبا وأمريكا.. لا يريدون سوى رصيف يمشون عليه، ومكان فى الميكروباص بقروشهم القليلة، وكمبيوتر تجميع وباقة إنترنت رخيصة وبطيئة حتى يستطيعوا بغرفتهم فى الليل البكاء لبنت الجيران عن قلة حيلتهم أمام سيطرة وتحكم الكبار فى حياتهم.. وحتى على أحلامهم!

ومعرفة ويجز، تتطلب معرفة الشباب الذى يسمعه، هؤلاء الذين لا أحد يشعر بوجودهم وكأنهم غير مرئيين.. فهو يغنى معهم وهم يغنون معه، وهو ليس بمطرب أنيق وبشعر مسبسب مثل أمراء الغناء، ولا عضلاته مفتولة لدرجة لا تعرف هل هو مطرب أم ملاكم؟.. هو مؤدٍّ لكل الأصوات التى يسمعها فى الشارع.. ولكل الناس المنكسرة والمحبطة والغاضبة وتمشى مطأطئة الرؤوس والنفوس ولا أحد يعاملهم كآدميين!

يغنى ويجز ما يريد أن يعبر عنه الشباب فى هذه الأيام، ففى أغنية منحوس يقول: «جيلى اتمرد.. جيلى اتغرب.. جيلى جرب.. جيلى عارف فين الصح.. جيلى عارف قيمته بره.. كلنا بنعانى.. تيجى عليا ليه يعنى.. وتشوف إنك أحسن منى.. تعيش رافض تسمعنى.. عندى مخ ولسان بيأذينى وينفعنى.. وانت بتطّلع أحكام لا تشغلنى ولا بتاعتي»..!

بدأ ويجز مسيرته الفنية عام 2017، وانطلق عبر حفلات الطلاب بالجامعات وغيرها، ولديه نحو 1.5 مليون مشترك فى يوتيوب، وأكثر من 202 مليون مشاهدة، وعام 2021 وضعته مجلة «فوربس الشرق الأوسط» ضمن قائمتها لمشاهير نجوم الموسيقى العرب، واختارته فى نفس العام مجلة جى كيو الأمريكية ضمن قائمتها لأكثر 21 موسيقى شاب إثارة على كوكب الأرض ممثلًا عن منطقة الشرق الأوسط!

[email protected]