رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

«الفنان ليس ملك نفسه فهذه ضريبة الشهرة، ومن حق الناس تسأل ويكون عندهم فضول يعرفون كل شيء عنه».. عبارة تتكرر بعفوية وكأنها من مُسلمات ونواميس فضاء ودنيا الفنون وأهلها، يكررها كبار وصغار معظم العاملين فى حقل الإعلام لتبرير حالة الفضول والشغف المجنون عند التعامل مع رموز وأعلام أهل الفنون استثمارًا لحالة الارتباط العاطفى من جانب المتلقى بنجمه أو نجمته المفضلة..

ومع عدم موافقتى بشكل كامل على تلك العبارة فى كل الأحوال، أتوقف على الأقل فى ظروف متابعات وتغطيات مشاهد وداع النجوم والحضور الإعلامى التقليدى فى مواقع الجنازات، والتى باتت تشهد العديد من السلوكيات الغريبة وغير السوية، وأيضًا عبر إعداد التقارير الصحفية السلبية والتى تبث على هواء الفضائيات دون مراعاة للفروق الفردية والذاتية بين نجومنا ومدى تباين تفوقهم الإبداعى، واختلاف سماتهم الشخصية والاجتماعية، وتنوع مساهماتهم فى رفعة وشأن المهنة ومجتمعاتهم ووطنهم..

فهل لى أن أسأل: من يحمى الممثل بعد وفاته من ممارسات إعلام وصحافة الجنازات... على سبيل المثال هذا التصريح الذى نشر فى معظم الجرائد ونقلته شاشات التليفزيون يوم رحيل الفنان العظيم النبيل المحب الودود والإعلامى القدير «سمير صبرى»، كتبوا: «علق الناقد الفنى فلان، حول تصريحه عن عدم وجود نجل الفنان سمير صبرى»، مشيرًا إلى أن الأخير لم ينجب من زوجته الأجنبية، حيث إن الوصية هى الإثبات الأكبر حول تصريحاته، وأوضح الناقد: سمير صبرى فى وصيته المعلنة لم يقل إن الميراث لابنه وقال إن الميراث لأولاد أخته، ولو عنده ولد كان أكيد ذكر ذلك فى وصيته، حتى لو كان الولد فى لندن وميجيش لأبيه، حتى ده مش ممكن كان يختفى فى الوصية، وأضاف: «هذا الأمر جعلنى أقول إن سمير لم ينجب، من الممكن أن يكون تزوج، حتى لو قالها سمير فى برنامج ممكن تكون شطحة خيال، وابنه الوحيد إذا كان موجودًا كان لازم يقول حاجة عن أبيه من يوم أو امبارح أو من أسبوع، وموضوع زواجه ممكن يكون صحيحًا لكن ابنه أشك»!

وكأن الفقيد كان من المفروض أن يقدم لهم شهادة تحركات يومية وأن يثبت قبل وفاته أنه كان حسن السير والسلوك، فضلًا عن ميكروفونات الخيابة التقليدية التى تقتحم وتمارس الهجوم الرذيل على نجوم العزاء ليقولوا عبارات مواساة مكررة وبشكل يرفضه البعض منهم، ثم يتعقبون عبر الميديا من بكوا ليصوروهم يرقصون ويفرحون ليلًا.. وعرض الصور فى الحالتين وتعليقات غبية تتهم أهل الفن بالنفاق وأنهم يمارسون تمثيل الانفعالات فى الحالتين، وأسأل: إنتم مالكم يا إعلام الجنازات ؟!

ويا أجهزة المتابعات الصحفية والإعلامية ويا نقيب الممثلين العظيم وأنت من أهل الفن، ارحموا أهل الإبداع يوم رحيلهم من ذلك السخف ومن التنافس الإعلامى المجنون خلال جنازات الفنانين عبر كل وسائط الميديا للتغطيات الفضولية الرذيلة بدون أى ضوابط.