رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كاريزما

 

 

 

الأدب التركى من اقرب الآداب المغتربة -إلى آدابنا العربية- ليس فقط لوجود دين مشترك هو الإسلام، ولكنى أرى جانبا آخر، قد يكون له اليد الطولى فى ارتباط هذا الأدب بكل ألوانه إلينا، وهو الجانب الإنسانى والشعبى المشترك.

والمدهش ان الأدب الفارسى قريب منا أكثر بفضل المترجمين الذين قربونا له، وربما كان الأشهر منهم الشاعر أحمد رامى الذى ترجم رباعيات عمر الخيام، بل وأصر ان تغنيها أم كلثوم برغم رفضها تماما لأنها لم تكن تتوقع أن يستوعب الشعب هذه الفلسفات المركبة المعقدة.

ولكن أكتر من اشتهر فى الأدب التركى هو مولانا جلال الدين الرومى، وهو ازبكى تركى ولد عام ١٢٠٧ فى مدينة بلخ وتوفى عام ١٢٧٣ فى مدينة قونة التركية وقد ترجمت قصائده كثيرًا.

وأما اكثر شعراء تركيا ثورية فهو ناظم حكمت (١٩٠٢- ١٩٦٣)، وقد ترجم اعماله الكاملة الكاتب السورى فاضل لقمان، وله ترجمات مهمة مثل العلاقات الليبية التركية وهيلارى كلينتون على كرسى الاعتراف ولسان الشركس وثمانية عشر كتابا آخر.

ترجم لقمان قصائد ناظم فى ستة مجلدات وأشار فى مقدمتها إلى كلمة ناظم حكمت الذى يلخص فيها هدفه من الشعر -على وجه العموم- يقول انه اعطى قلبه وعقله وقلمه -وعمره كله- لشعبه وحرص على تمجيد جميع بطولات كل الشعوب مهما كان اسمها وموقعها الجغرافى وقوميتها وعرقها، فى سبيل الاستقلال القومى والعدالة الاجتماعية والسلم.

ناظم مثل كل شعراء جيله كان مولعا بفلسفة الاغتراب وتصاعدت حده هذه الجزئية، بعد ان تعرض للاعتقال والنفى سنوات وخرج ليرى النموذج الروسى هو الأمل، قال: انا قادم من الشرق اتيت حاملا معى هتافات.. ثورة الشرق.. عبرت طرق آسيا.. نحو الرياح التى تهب إلى الشمال.. وصلت إليك.. هيا مد ذراعيك انت يا من اصغيت لأغنياتك بألحانها الآسرة كما لو كنت أصغى إلى صوت أمى.

ناظم حكمت سلسلة نضال فقد صار نموذجا وقدوة للطليعة الأدبية، مات ناظم حكمت فى حديقة منزله، وترك لنا تراثا أدبيا وثقافيا رفيعا. الأدب التركى غزير فى مجالاته ولكن يحتاج إلى مزيد من المتابعة والاهتمام، التراجم تتم بالمصادفة ولا توجد خطة لاحتواء اهم ما تصدره الآداب التركية ولهذا ننعزل كثيرا عن الحضارة عندهم.

Nader nashed [email protected] gmail. com