رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قلم صدق

 

 

 

تنافست فى الأيام الأخيرة كل من الجرائد والمواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعى فى عرض ظاهرة (المُسْتَرِيح الدجال) الذى يلعب بالبيضة والحجر ويملأ الأرض طمعًا وكسلًا وجورًا، بعد أن كانت بركة وعملًا وشراكة، ويستحوذ على الطامعين, فيغزو عالم النصب والاحتيال ويتربع على عرش الثراء السريع فى مصر، للدرجة التى جعلت عددًا من النواب فى البرلمان المصرى يتقدم بطلبات إحاطة وأسئلة إلى الحكومة، بشأن ما يُعرف بظاهرة «المُسْتَرِيح الدجال»، بعد أن تعددت وقائع هذا النصب والاحتيال على بعض المواطنين.

وتبدأ ظاهرة «المُسْتَرِيح الدجال» بأحمد مصطفى، الشهير بـ«أحمد المستريّح»، وهو أول نصاب يُلقب بهذا اللقب، ففى عام 2015 بدأت حكاية «المُسْتَرِيح الدجال»، وكان أحد رجال الأعمال الذى اتُّهم بالاستيلاء على 30 مليون جنيه، ومن هنا أُطلق لقب «المستريّح» على كل مرتكبى أمثال هذه الجرائم من السرقة والنصب، أسوة بهذا الرجل.. وإن كنت أراها أقدم من ذلك بمئات السنين، فكم قرأنا عن هؤلاء فى تراثنا القديم.

ولا يخفى على أحد مدى خطورة هذه الظاهرة على المجتمع ككل، فلجوء المرء للربح بنسب عالية دون عمل يولد الاتكالية والكسل، ويرسخ للبطالة، ويضرب الأيدى العاملة، ويعطل الطاقات البشرية، وإعدادها لتكون قادرة على الإنتاج، ألم يقل الله ورسوله إن أفضل الكسب ما كان بعمل اليد؟ وإن نبى الله داود يحب أن يأكل من عمل يده؟ وعليه لم يركن أنبياء الله إلى نبوتهم، فكان منهم النجار والحداد والراعى والتاجر.

إذن اللجوء إلى هؤلاء المستريحين ما هو إلا طمع يستغله المحتالون، فلا يستخدم المال فى تشغيل الشباب، ولا تدار به مصانع، ولا شركات، ويعتبر محاربة للمغزى العام لمبدأ المضاربة وهو تعمير الأرض، فالمضاربة تعنى تجارة، وفى التجارة بضاعة، وفى البضاعة زراعة أو صناعة، وفى الصناعة أيدٍ عاملة تنفع الناس، فيستقيم المجتمع والوطن، وكل ذلك غير موجود عند «المُسْتَرِيح الدجال» الذى يأخذ (من دقنه وافتله) إذا صح المثل.

إذن هؤلاء المحتالون خطر على الأمن القومى، ولا نبعد الدولة من المعادلة، فعليها دور كبير فى معالجة هذه الظاهرة، فى أن تبنى جسور الثقة بينها وبين المواطن، ودراسة إعراضهم عن استثمار أموالهم فى البنوك والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، وعدم إغفال هذه الشريحة من المجتمع، ونشر برامج التوعية لهم.. أما المستغفلون فأقول لهم أبواب المضاربة والمشاركة والمرابحة مفتوحة فى كثير من الشركات التى تطرح أسهمًا لها فى السوق، وإلا فانتظروا رسالة يوم لا ينفع فيه الندم من أحد المستريحين تقول لك: «كله تمام كله قشطة» فلوسك فى العش ولا طارت.