عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

مع انتشار صورة أبو الهول وهو مغمض العينين على السوشيال ميديا، والتى شاهدها المصريون والعالم العربى، وربما فى الغرب، وكانت ردود الأفعال كلها ساخرة.. ومع أنها عادية ولا غرابة فيها وممكن تحدث فى أى دولة ومع أى أثر.. ولكن هذه الصورة ليست سوى جزء من صورة أكبر، توضح المهزلة التى نتعامل بها مع السياحة والآثار بصفة عامة والتى تكاد تنطق بأننا لا نليق لها!

وتأتى الصورة الأخرى المكملة لصورة أبو الهول الفيديو الذى شاهدته على الميديا لزحام شديد على «كشك» التذاكر لدخول منطقة الأهرامات.. ورغم أن ناشر الفيديو على تويتر زعم أنه لآلاف الناس الذين صدقوا حكاية أبو الهول الذى أغمض عينيه وجاؤوا لمشاهدته.. ولكن أحد المتابعين كذبه، وعمل ريتويت لتغريدة قديمة نشرت نفس الفيديو منذ فترة فى أحد الأعياد.. وبالطبع فى الحالتين هذا الفيديو وثيقة مخجلة ومأساة بكل المقاييس فهو يظهر حجم الزحام والفوضى الرهيبة على شبابيك الكشك، والاعداد الغفيرة المنتشرة فى منطقة الاهرامات من الجمال والخيول.. والكلاب الضالة!

أما الصورة الثالثة فقد شاهدت هذا الزحام وأكثر فى رحلة لمعبد إدفو على « كشك» بيع التذاكر لدخول المعبد.. لأن معظم السفن السياحية تكون قادمة من أسوان أو الأقصر وترسو فى إدفو صباحًا قبل موعد فتح المعبد، وطبعًا يقف المئات من السياح فى مساحة لا تزيد على عشرة أمتار امام شبابيك الكشك فى انتظار الموظف الذى يأتى متكاسلا وهو يفرك فى عينه ويمسح وجهه بجلبابه، ويصرخ فى السياح بمنتهى القرف ويتعامل معهم بكل قلة ذوق لأنهم عاملو هذه الزحمة.. وهذا لم أسمعه من أحد ولم أقرأه على الميديا ولكن، والله العظيم، شاهدته وعشته بنفسي!

والصورة الرابعة كلنا شاهدناها على الهواء مباشرة لحفلة التحرش الجماعى للشباب والصبية بالسائحات فى العيد، وكالعادة تحرك الأمن وقبض عليهم، والغريب أن وزير السياحة والآثار لم يتحرك ولم يفعل شيئاً.. وكأنه يستريح للحل الأمني!

لو كان الدكتور خالد عنانى لم يقم بالإشراف على تنفيذ عرض المومياوات الملكية، ولا كان قد أشرف على تنفيذ افتتاح طريق الكباش بالأقصر، بهذه الصورة الجمالية والفنية باحترافية عالية، لقلت إن الرجل مجرد موظف بدرجة وزير، ولكنه يدرك ما يفعل، وأعلم شخصيًا إنه شخصية ذكية ومهموم بالفعل بالسياحة والآثار ولا يتعامل معها فى حدود الوظيفية.. ولذلك أتعجب من تركه لهذه الفوضى فى منطقة الأهرامات بهذه الصورة العشوائية!

والحقيقة، كلما مررت على منطقة الأهرامات أتذكر مئات التصريحات لوزراء سياحة وآثار سابقين عن تطوير المنطقة بصورة حضارية بما يليق بواحدة من أهم عجائب الدنيا السبع.. ورغم ذلك لم يحدث شيء، وكأن هناك أمرًا غامضًا فى المنطقة، أشبه بلعنة الفراعنة، تمنع هذا التطوير.. وهو تطوير ضرورى خصوصًا مع قرب اكتمال المتحف المصرى الكبير!

ومن المؤكد يوجد فى مصر مكاتب استشارية فى التخطيط العمرانى، وكذلك شركات دولية فى هذا المجال، يشرفها أن تقدم تخطيطًا متطورًا وحضاريًا لتهيئة وتأهيل أقدم الأماكن التاريخية بالممرات والطرق، وعمل حرم حول الأهرامات، مع تخصيص أماكن للخيول والجمال، وأخرى لسيارات الجولف الكهربائية وكافتيريات وبازارات.. وأماكن للتصوير من زوايا مختلفة، وهو ما تحتاجه معظم المعابد الأثرية.. بدلًا من هذه العشوائية والفوضى التى تسمح للمتطفلين والمتحرشين والمغامرين والباحثين عن الشهرة.. وحتى صناع أفلام البورنو.. بممارسة أعمال منافية لقداسة المكان ومهينة للبشر والأثر!

[email protected]