رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

 

 

 

على حافتى ترعة السوالم بالبحيرة. كان المشهد موجعا ومحزنا ، فبعد ان كان الجميع يتبادل النكات والقفاشات بعد يوم عمل شاق وتدارس وضع خطة بسيطة لقضاء اجازة العيد، وعلى الرغم من ان اجسامهم كانت محشورة فى تلك المركبة العجيبة غير المؤهلة لحمل الادميين  ، الا ان الاطفال الثمانية والمحشورين باجسامهم الضعيفة وسط بقية ركاب المركبة  التى كانوا يستقلونها ،كان لهم حديث اخر يتسم بالطفولة حول ملابس العيد وألوانه وعدد الجنيهات التى سيحصلون عليها من عيديات الاهل والاقارب ليذهبوا بها الى الغيطان والموالد الموجودة بقريتهم او على مقربة منها لقضاء فسحة العيد،والابتسامة تملأ وجوههم وقلوبهم بعيد الفطر المبارك.

كانوا يتحدثون عن فرحتهم بالعيد كيف سيقضون أيامه الجميلة بالملابس الجديدة قبل أن يعودوا لعملهم الشاق  مرة أخرى حتى اقترب وصولهم على اطراف القرية .وامام ترعة  السوالم كان القدر يترصدهم على مشارف القرية وفجأة انقطع حديثهم جميعا وعلا صراخهم،ثم انقطع ،فقد أبت الاقدار ان يستكملوا مسيرة عودتهم  لمنازلهم، بسبب وقوع كارثة حدثت فى لمح البصر، وحدث غير المتوقع وانقلب التروسيكل  الذى كان يحملهم فى ترعة السوالم بسبب رعونة سائق التروسيكل وعدم احترازه الذى تسبب خطأ  فى وفاة الأطفال الثمانية غرقًا، بعد ان ابتلعتهم الترعة واغتالت فرحتهم فقد تراوحت أعمارهم بين 13 إلى 14 عاما، لتنفطرالقلوب على رحيل الضنا فقد كانوا سندا وعونا لأهاليهم ونسوا طفولتهم وذهبوا للعمل فى أحد مصانع البطاطس لكسب 40  جنيهًا يساعدون بها أسرهم.

الخبر وقع كالصاعقة على اهاليهم انقلبت الدنيا ولم تقعد حزنا على رحيلهم هرع الجميع الى مكان الحادث، ووقفت أسرالأطفال مابين اليقظة والانهيار تنادى عليهم وتصرخ ولامجيب، تلاحق اعينهم حركات رجال الانقاذ فى انتشال جثامين الاطفال . الكل يعلم ان جميع الضحايا توفوا، ولكن القلوب وجلة لاستخراج جثث اولادهم .لم يصدقوا أن أولادهم لبسوا الكفن الابيض  بدلا من لبس العيد الجديد الذى كانوا ينتظرون قدومه.

وبعد أن كانت بيوت القرية تستعد لاستقبال .العيد وتجهز له تحولت إلى سرادقات عزاء لرحيل الاطفال الثمانية واغتال الشقا فرحتهم التى تحولت لحزن وكسرة على رحيلهم . ليتم نقل جثامينهم ودفنهم فى مشهد مهيب خرج له أهل القرية بالمئات، وسط الدعاء لهم بالرحمة ولأهلهم وذويهم بالصبر والسلوان، رحل الاطفال ونجا المتسبب فى الكارثة وترك الحادث العديد من الاسئلة كيف لمركبة نارية ثلاثية العجلات تروسيكل تحمل 12 فرادا على الأقل  وكيف لايقودها مالكها ويترك قيادتها لصبى يقودها برعونة. ليتسبب فى هذه الكارثة.

  وقد قررت النيابة حبس سائق الدراجة وعمره ١٩ سنة فيما نُسب إليه من ارتكابه جريمة القتل الخطأ وقيادته مركبة بحالة ينجم عنها الخطر وفى غير الغرض المخصص لها، وبدون حمله رخصة قيادة أو تسيير وحبس اخر اتهمته بارتكابه جريمة الاتجار بالبشر، وتشغيله الأطفال دون السن القانونية، وامام هذه الحوادث نجد انه يغيب فيها الالتزام بقواعد وأصول كثيرة من بينها قواعد المرور.